طريق مسدود ينهي العلاقة.. لماذا انقلبت الحكومة على المبعوث الأممي؟

الثلاثاء 21 مايو 2019 18:16:34
 " طريق مسدود " ينهي العلاقة.. لماذا انقلبت الحكومة على المبعوث الأممي؟

كشفت الخلافات الحادة بين الحكومة والمبعوث الأممي مارتن جريفيث في الفترة الماضية إلى وصول العلاقة بينهما لما يمكن اعتبارها "طريقاً مسدوداً".

تقارير صحفية قالت إنّ أصوات كثيرة دعت إلى إنهاء مهمة جريفيث بعد اتهامه في الأوساط الرسمية المحسوبة على "الشرعية" بالتماهي مع مليشيا الحوثي الانقلابية ومحاولة السعي لتنفيذ اتفاق السويد بما يبقي على وجود الانقلابيين في محافظة الحديدة وموانئها، بخاصة بعد مباركته لإعادة الانتشار الأحادي للمليشيات من الموانئ، وهي عملية وصفتها صحيفة الشرق الأوسط بأنّها لم تكن إلا مجرد مسرحية هزلية.

وخلال إحاطته أمام مجلس الأمن قبل أيام، تحدّث جريفيث عن وجود تقدُّم في تنفيذ اتفاق السويد، وأثنى على المليشيات الحوثية لتنفيذ انتشار أحادي الجانب من موانئ الحديدة وهو الانتشار الذي أكدت الحكومة أنه محاولة لإنقاذ الانقلابيين وتحسين صورتهم قبل انعقاد مجلس الأمن.

في الوقت نفسه، كشفت مصادر مطلعة، بحسب الصحيفة، أنَّ مجلس النواب يجري مشاورات بين كتلة وهيئة رئاسة البرلمان لإصدار بيان وشيك يدعو الحكومة إلى وقف التعامل مع جريفيث وتوجيه خطاب إلى الأمم المتحدة من أجل تغييره.

هذا التحرك المرتقب يأتي مع تصاعد حدة الرفض لتصرفات جريفيث ولجنة تنسيق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة، التي يرأسها كبير المراقبين الجنرال الأممي مايكل لوليسجارد، لجهة ما يعتقد أنّه سلوك غير محايد أو نزيه من قبل البعثة الأممية، كما جاء مؤخراً على لسان المتحدث باسم الحكومة راجح بادي.

وعكست التصريحات الرسمية عدم الرضا عن الأداء الأممي في الإشراف على تنفيذ اتفاق استوكهولم، سواء من قبل أعضاء الحكومة أو أعضاء الوفد الحكومي المشارك في لجنة تنسيق إعادة الانتشار أو من قبل الأعضاء المشاركين في مشاورات السويد.

وفي تصريحات رسمية لرئيس المكتب الفني للمشاورات محمد العمراني والممثل الحكومي المفاوض فيما يخص الملف الاقتصادي، كشف أنّ الجنرال لوليسجارد اعترف أكثر من مرة أنه لا يوجد لدى الأمم المتحدة آلية لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة.

وقال العمراني: "إذا كانت القرارات الدولية حبرا على ورق كما يتعامل معها المبعوث الأممي فلماذا نحن ملزمون بهذه القرارات؟"، مشيراً إلى تأخُّر الأمم المتحدة في العمل بنصيحة الحكومة فيما يخص إخراج القمح من المطاحن في الحديدة عبر الخط الساحلي وتوزيعه على كل اليمن بدلاً من تعفنه.