قات الحوثيين بين التضييق والاستغلال.. تعزيزٌ للعائدات وحشدٌ على الجبهات

الأحد 26 مايو 2019 00:18:57
"قات" الحوثيين بين التضييق والاستغلال.. تعزيزٌ للعائدات وحشدٌ على الجبهات
من أجل الحصول على أكبر قدر من العائدات، وضمان استمرار أكثر عدد ممكن من المقاتلين على الجبهات، اتخذت مليشيا الحوثي إجراءات جديدة للسيطرة على تهريب القات.
يشكل تهريب مادة القات مصدر دخل رئيسي لمئات العائلات، وأفادت مصادر مطلعة بتزايد أعداد المشتغلين بهذه الحرفة مع تردي الأوضاع الاقتصادية للسكان وانقطاع الرواتب، ولم يتبق أمام الشباب من مهنة ليكسبوا منها المال سوى القتال أو التهريب. 
المليشيات الموالية لإيران منعت سكان المناطق الحدودية بمحافظة صعدة من الاشتغال بمهنة تهريب القات، وحصروا التهريب على الأفارقة الذين يتواجدون بالآلاف، وقصد الحوثيون من وراء ذلك محاولة ضمان استمرار الأهالي في القتال معهم تحت وطأة الحاجة والضغوط الاقتصادية.
معلومات متداولة أشارت إلى أنّ العشرات من الشبان في صعدة الذين انخرطوا في القتال في صفوف الحوثيين غادروا الجبهات وعادوا إلى المناطق الحدودية للإشتغال في تهريب القات، وهو ما دفع المليشيات لاتخاذ هذه الإجراءات.
العاملون في تهريب القات يحصل الواحد منهم على مبالغ متفاوتة، فيما يذهب المردود الأكبر من عائدات التهريب لنافذين على علاقة وثيقة بمليشيا الحوثي وهم الذين يتولون الإشراف على عملية التهريب ويستفيدون منها، كما يشكل التهريب مصدراً مهماً من مصادر تمويل الحرب أو ما يعرف لدى الحوثيين بـ"المجهود الحربي". 
وتفيد تقارير ميدانية بأنّه خلال الفترة الماضية، كان يشتغل بهذا العمل يمنيون وأُفارقة من المهاجرين غير الشرعيين الذين لديهم استعداد للمغامرة ومواجهة المخاطر التي يلاقيها المهربون.
واضطر كثيرٌ من الشباب من سكان صعدة من أتباع المليشيات لمغادرة الجبهات بعد أن فقدوا أقاربهم وتضاءلت الجدوى الاقتصادية من القتال وعادوا إلى المناطق الحدودية للاشتغال بالتهريب الذي يمنحهم مكاسب عالية مقارنة بالعوائد التي يحصلون عليها من القتال.
وتعيش محافظة صعدة التي تمثل المعقل الرئيسي للحوثيين، وضعاً اقتصادياً صعباً للغاية في ظل ارتفاع جنوني للأسعار، حيث قد يصل سعر السلعة هناك ضعف سعرها في صنعاء، وبخاصة أصحاب المهن البسيطة والحرفيين والعمال الذين توفقت أعمالهم.
ومؤخراً، عمد الحوثيون إلى تأسيس منظمات لتنفيذ مشروعات الأمم المتحده في المحافظة، الأمر الذي جعل العديد من قيادات المليشيات يمتلكون يعيشون في رغد وبذخ ملفت.
وكانت مصادر "المشهد العربي" في هيئة الزكاة التي شكلتها المليشيات في صنعاء، قد كشفت عن نهب القيادي الحوثي شمسان أبو نشطان لأموال الزكاة المحصلة من التجار والمواطنين وتوزيعها على قيادات حوثية وبعض المقربين له .
وقالت المصادر إنّ أبو نشطان يتعامل مع بائع قات في سوق معياد الواقع قرب جامعة صنعاء, يأخذ كمية من القات الفاخر له ومرافقيه بمبلغ يومي يتراوح مابين 130 ألف ريال إلى 150 ألف ريال وبمعدل يتجاوز أكثر من أربعة ملايين ريال شهرياً.
وأضافت أنّ بائع القات الشهير في سوق بيت معياد كان سابقاً مورد قات لكبار المسؤولين, ويتردّد أنّ قاته خال من السموم, وحالياً زبائنه هم كبار قيادات الحوثي بينهم أبو نشطان وبعض رجال الأعمال الكبار.