الحرب والفقر والاستغلال.. مليشيا الحوثي تشوه حياة المواطنين في صنعاء

الأحد 26 مايو 2019 23:28:18
الحرب والفقر والاستغلال.. مليشيا الحوثي تشوه حياة المواطنين في صنعاء
يتعرض المواطنون اليمنيون في صنعاء إلى جميع أشكال التشويه الجسدي والنفسي نتيجة الجرائم الحوثية التي لا تتوقف منذ الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في العام 2014، فإطالة أمد الحرب وزيادة معدلات الفقر وممارسة كافة أشكال الاستغلال أدى في النهاية إلى وجود مواطنين مضطربين لا يستعطون التعرف على أهداف الحقيقة في هذه الحياة التي دمرتها العناصر الانقلابية.

تصاعدت حالات الانتحار في اليمن على نحو لافت خلال الفترة الأخيرة، نتيجة ضغوط نفسية وظروف معيشية قاسية يعيشها السكان، وأفرزتها مليشيا الحوثية منذ عملية انقلابها، وأكد مسؤولاً سابقاً بوزارة الداخلية التابعة للعناصر الانقلابية (غير المعترف بها دوليا أكد أنهم كانوا يستقبلون قبل انقلاب الميليشيات، تقريباً من 20 إلى 40 حالة انتحار سنويّاً، فيما اعترف بتضاعف الرقم أضعافاً مضاعفة في ظل الحرب الدائرة، اليوم، التي تسببت بواحدة من أكبر الكوارث الإنسانية على مستوى العالم.

وبحسب المسؤول الأمني، فقد ارتفع معدل الجريمة في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين خلال الأربعة الأعوام الماضية إلى نحو 68 في المائة.

وكشفت معلومات أمنية عن تسجيل أزيد من 39 ألف جريمة العام الماضي، ونحو 350 جريمة منذ مطلع العام الحالي جميعها في مناطق سيطرة الانقلابيين، وأشارت المعلومات إلى أن جرائم القتل بدافع السرقة وسرقة منازل وسيارات ودراجات نارية تصدرت قائمة الجرائم، فيما توزعت البقية ما بين قطع طرق، واغتصاب، وخطف، وتجارة مخدرات، وتهريب أدوية ومواد غذائية منتهية، ومبيدات زراعية سامة، ووقود وغاز منزلي.

وكانت إحصائية رسمية سابقة أفادت عام 2011م (وقبل اقتحام الحوثيين صنعاء في 2014) بوجود نحو 1.5 مليون مريض نفسي في اليمن، بينهم 500 ألف مريض ذهني. في حين كشفت دراسة محلية حديثة أعدتها مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري عن أن عدد المتضررين نفسياً بسبب الحرب التي أشعلتها الجماعة الانقلابية يقدر بـ5 ملايين و455 ألفاً و347 شخصاً من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية.

وتؤكد الدراسة أن 195 شخصاً من كل ألف يمني يعانون من ضغوط واضطرابات نفسية حادة. وقالت إن المرضى بحاجة ماسّة إلى رعاية صحية ونفسية متخصصة وعاجلة. وحذرت في الوقت ذاته من أن هذه النسبة تفوق المعدلات الطبيعية بأضعاف، وتنذر بكارثة مجتمعية.

وتقول المؤسسة في دراستها إن كثيراً من السكان يعانون على الأرجح من التبعات النفسية والاجتماعية. وتضيف أن «السبب الرئيسي في ازدياد أعداد المرضى النفسيين يعود إلى دخول اليمن بدوامة الحرب باعتبارها المتغير الوحيد الذي طرأ على البلاد، مما أدى إلى نزوح أكثر من 3 ملايين شخص من منازلهم، أي ما يقارب 11 في المائة، من مجموع السكان، إضافة إلى تدهور الحالة المعيشية للسكان بعد انقطاع الرواتب وانعدام فرص العمل وارتفاع نسب البطالة ومعدلات الفقر إلى 80 في المائة.


وأكد تقرير حقوقي، صدر العام الماضي ، على ارتكاب ميليشيات الحوثي الانقلابية، 2024 جريمة وانتهاكا ضد المدنيين في صنعاء، خلال العام 2017م، تشمل 27 انتهاكا تبدأ بالانتهاكات المعتقلة بالإنسان (قتل وإصابة واختطاف وتهجير وتجنيد الأطفال) ثمَّ الانتهاكات المتعلقة بالممتلكات العامة والخاصة.


وسجل 159 حالة قتل بين المدنيين في صنعاء خلال العام الماضي، منها 84 حالة، و236 حالة إصابة برصاص الحوثيين، حدثت في شهر ديسمبر الماضي، حين استهدفت جماعة الحوثي سكان الأحياء الجنوبية للعاصمة صنعاء بقذائف الدبابات، من أجل الوصول إلى الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي كان متحصناً في منزله.

وأوضح أن حصيلة القتلى هي للمدنيين فقط، فيما لم يتم رصد قتلى المواجهات من الميليشيا والقوات الموالية للرئيس الراحل والتي حدثت في صنعاء وانتهت بمقتل "صالح"، عقب دعوته للانتفاضة الشعبية ضد الحوثيين.

وأشار إلى أن حالات الاختطاف جاءت في مقدمة الانتهاكات، بعدد 415 حالة اختطاف، ثمَّ حالات الإصابة برصاص الميليشيا 216 حالة و159 حالة قتل عمد اُرتكبت بحق المدنيين.

ووفق التقرير، فقد شهد العام الماضي تجنيد 133 طفلاً للقتال في صفوف الحوثيين بعض هؤلاء الأطفال عادوا جثثاً هامدة إلى أهاليهم، كما أجبرت الميليشيا 128 شخصاً على مغادرة منازلهم إما لاستخدامها في الاشتباكات أو قامت بالاستيلاء عليها، والاعتداء على 127 شخصاً بينهم ناشطون ومدونون على شبكات التواصل الاجتماعي.

وسجل التقرير اعتداء ميليشيات الحوثي على 118 منشأة سكنية وطردت من الوظيفة العامة 106 أشخاص، وفرضت 45 نقطة تفتيش، وكذا مصادرة (118) من المنشآت السكنية، وفصلت وأقصت (106) من الموظفين في وظائف عامة، إلى جانب المصادرة والاعتداء بحق 98 محلاً تجارياً، واستهدفت صحافيين إما بالضرب أو الاعتقال أو إغلاق واحتجاز مؤسسات بعدد 15 حالة إلى جانب السيطرة على 20 مقرا حزبيا.