نحن والجنوب.. جغرافيا وهوية ومشروعاً

معركتنا اليوم ضد الحوثي، يقودنا ويموضع وعينا الجنوب..
الجنوب هوية واتجاهاً وحلماً وجغرافيا ومشروعاً وفعلاً..
لسنا جنوبيين اتجاهاً وجغرافيا، لكننا نحتمي به فعلاً وعاطفة جياشة، ونراقب تخلقاته كمشروع.. ونتشارك معه كأحلام.

يتمدد الجنوب غرباً وشمالاً، ولا يرى بعضه أو خصومه ذلك وحدوية.

أما بعضه فواجب علينا الانحياز له، والقبول بخياراته، فمعركة اللحظة عندنا هي مواجهة الحوثي الذي بعثر الدولة وانفصل بعاصمتها، وهو يقول: سنقدم الدم لاستعادة صنعاء من الحوثي وبعدها سنمثل جنوباً اما رضي بشكل جديد للوحدة أو كل يحكم أرضه دولاً.

ولا غبار على قوله، إما صرنا أهلاً لمشروع وحدوي جديد وإلا تركنا أكاذيب الوحدوية.

وأما خصومه، فالوحدة اليوم شكل مختلف تقوده المعارك والجبهات، وحدة أساسها وقادتها وخطابها هو الجنوب يتمدد شمالاً وغرباً..

وكل حديث يستعدي الجنوب أو ينتقص من حقه في تقرير مصيره، هو ضد هذه الوحدة الأهم في الحاضر، وحدة الدم في مواجهة الانفصال الحوثي ليس لأنه انفصال بالشمال بل لأنه انفصال ضد الشمال أصلاً..
والوحدوي لا يترك صنعاء للحوثي لكي يحارب عدن..

الحوثي يرى الجنوب في الشمال احتلالاً، وبعض الجنوب يرى ذلك حقاً، ويقول لا نريد التوغل شمالاً، فيما بعضه يقيِّم اليوم الأحداث بعين اللحظة، فالوحدة التي تتشكل مع الأشقاء في التحالف، وعلى أرض الساحل الغربي، هي مشروع جديد يتخلق، يختبر الوحدوية الشمالية التي عندها الوحدة هي فقط أن يحكم الشمال الجنوب، أما إن سيطر الجنوب قالوا: ذا احتلال.

مشروع يبني على انتصار الجنوب أصلاً ضد دولة 1994 وما أفرزته من أخطاء وأزمات وتعقيدات..