صراع أجنحة على تقاسم النفوذ ينذر بانهيار مليشيا الحوثي

الأربعاء 5 يونيو 2019 01:05:38
صراع أجنحة على تقاسم النفوذ ينذر بانهيار مليشيا الحوثي
بين حينٍ وآخر، تطفو على السطح خلافات داخل معسكر مليشيا الحوثي الانقلابية، أشبه ما يكون بصراع أجنحة، ينذر بانهيار المليشيات عن بكرة أبيها.
صحيفة البيان قالت اليوم الثلاثاء، إنَّه بعد أيامٍ من نشر غسيل فساد مليشيا الحوثي، دخل الصراع بين الجناحين المتصارعين على النفوذ مرحلة جديدة، قد تمهِّد لإزاحة رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، من موقعه، لصالح رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي.
وفي مسعى من زعيم المليشيات لاحتواء الصراع، وجّه بتعيين عمه عبد الكريم الحوثي، وهو صاحب السلطة الفعلية في العاصمة اليمنية المحتلة من المليشيات، ما يسمى وزيراً للداخلية في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، بعد صراع طويل على النفوذ مع جناح مكتب قائد المليشيات الذي يمثله المشاط، والجناح الآخر للجنة الثورية، وعليه فقد انحصر الصراع مرحلياً بين جناحي المشاط ومحمد علي الحوثي، وبخاصةً بعد تصعيد الأخير إلى عضوية المجلس السياسي الأعلى، الإطار الشكلي لحكم مناطق سيطرة الانقلابيين.
اعتُبرت هذه الخطوة، تمهيداً لإزاحة المشاط الذي يمثل واحداً من العساكر المطيعين لزعيم المليشيات، إلا أنه لا ينتمي لأسرة الحوثي، فقد خرج عضو المجلس السياسي سلطان السامعي، ليكشف عن جزء من فساد هذا الجناح، بإيراد تفاصيل ما يستحوذ عليه أحمد حامد (أبو محفوظ )، من أموال ونفوذ، من خلال موقعه كمدير لمكتب ما يسمى رئاسة الجمهورية، وهي الفضائح التي توقع الكثيرون أن تؤدي إلى إزاحة حامد من موقعه، أو تصفية السامعي، استناداً إلى سجل دموي حافل عرفت بهذه المليشيات منذ ظهورها.
وبينما يحتفظ زعيم المليشيات لنفسه بخيوط اللعبة كاملة، إلا أنَّ وجود ثلاثة أجنحة تتصارع على النفوذ والأموال، قد انعكس على مواقف الانقلابيين من استمرار الحرب والالتزام باتفاقات السلام، إذ أنّ المتحدث الرسمي باسم هذه المليشيات، ومعه مقرب من زعيمها، يمسكان بملف العلاقات الخارجية ومحادثات السلام، كما يديران شبكة إعلامية تضم ثلاث محطات فضائية، ومحطات إذاعية محلية، ومواقع إخبارية، ومكاتب خدمات إعلامية، تحتكر حقوق البث من مناطق سيطرتهم، وتقدم الخدمات لعدد من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الإقليمية والدولية، وتدار من الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية.
ويدير رئيس ما تسمى اللجنة الثورية علاقة سياسية تضم مجموعة غير ملتزمة أيدلوجياً لزعيم المليشيات، ويحتفظ حصراً بالعلاقات مع شيوخ وزعماء القبائل في مناطق سيطرة الانقلابيين، وأخرى مع بعض الأحزاب الصغيرة التي تدور في فلك الانقلاب، ويمثل الواجهة الشعبية التي تحشد المقاتلين إلى الجبهات، وكان يقدم نفسه كمرجعية سياسية في اتخاذ القرارات المهمة، مثل اقتراح هدنة أو الدعوة لتظاهرات، قبل أن يمتد نفوذه إلى التعيينات وإدارة شؤون المحافظات.