الحوثيون وصناعة الموت.. الخطر المروّع الذي لم يدركه أحدٌ بعد
في السنوات الأخيرة، اتبعت إيران استراتيجية "حروب الوكالة"، لنشر كمٍ هائلٍ من العبث في منطقة الشرق الأوسط، مستخدمةً مليشيا الحوثي الانقلابية كأحد أهم أذرعها الإرهابية.
تملك المليشيات الحوثية ترسانة من الأسلحة المشبوهة، التي تندرج ضمن مخططات إيران لدعم تصنيع السلاح المحلي في مناطق الانقلابيين بالمخالفة للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة والمعايير الدولية لتصنيع السلاح، ما من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
في هذا السياق، يقول خبراء دوليون تحدَّثوا لصحيفة البيان، إنَّ المعطيات المتاحة من معلومات وحوادث وقعت مؤخراً، تؤكد أن النظام الإيراني دعم مليشيا الحوثي في اليمن بالسلاح الخفيف والثقيل، عبر ميناء الحديدة تحديداً، ثم تطور الأمر بأن دعمتهم طهران بأدوات وآليات التصنيع المحلي.
هذه الخطة الإيرانية مكَّنت المليشيات الحوثية من تصنيع نوعية جديدة من الصواريخ والقذائف المتطورة والخطيرة، والتي تستخدم حالياً في استهداف المدنيين في دول المنطقة، وهذه المنظومة الجديدة يديرها مرتزقة محترفون، استقدمتهم ومولتهم طهران لهذا الغرض، بعيداً عن الرقابة والإشراف الدولي، وبالمخالفة للقوانين والمعاهدات ومساعي السلام.
تنقل الصحيفة عن ميشيل جي دي مالرو الباحث بالأكاديمية العسكرية الوطنية بباريس قوله إنّ مليشيا الحوثي استولت منذ إشعالها الحرب في صيف 2014، على كميات من السلاح الخفيف والمقذوفات المتنوعة من مخازن السلاح.
هذا السلاح كان محدوداً ومعلوماً حجمه، لكن الأحداث والوقائع المتتالية، أثبتت أن هناك نوعية جديدة ومتطورة وحديثة الصنع من السلاح، وصلت إلى أيدي الحوثيين، أغلبها ثبت أنها قادمة من طهران، وأنها تسللت إلى اليمن عبر ميناء الحديدة، ومنذ عام 2017، تعالت الأصوات الأممية المطالبة بإلحاح بوضع ميناء الحديدة تحت الإشراف الدولي لهذا السبب.
ويوضح الباحث الفرنسي أنّ هذا ما أدركته إيران ومليشياتها، فقاموا بإنشاء خطوط تصنيع للأسلحة والذخائر والصواريخ داخل اليمن، استخدمها الحوثيون في تصنيع الكثير من السلاح المستخدم في الهجمات الإرهابية خلال العامين الماضيين، أما الطائرات المسيرة وبعض الصواريخ المتطورة، فقد تم تصنيعها في طهران، وهذه معلومات موثّقة، أكدتها فرق التحقيق السعودية والدولية.
ويتابع: "هذه المعطيات تعني أننا أمام أزمة كبيرة، كون هذا السلاح، عشوائي التصنيع، خطراً للغاية، حيث لا يخضع للمعايير والاشتراطات والرقابة الدولية، بما يهدد حياة اليمنيين ومواطني دول الجوار على حد سواء، ويهدد سلام واستقرار المنطقة، والأخطر أن عمليات تصنيع السلاح لن تتوقف، وما زالت في طور التطوير".
في سياق متصل، أكّد إيدي باجني رئيس قسم العلاقات الدولية بمعهد باريس للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مليشيا الحوثي باتت تمتلك سلاحاً مُهرباً بطريقة غير شرعية، لا يعلم أحد مدى خطورته، ولا آليات ومحتويات تصنيعه، وهذه النوعية من السلاح أدهشت المراقبين.
وأضاف: "هذه الأسلحة أكدت أن هناك خطراً بالغاً يهدد دول المنطقة، وخط الملاحة الدولي، فلا أحد يستطيع أن يجزم بأن الحوثيين لا يملكون أسلحة محرمة دولياً، أو أسلحة إبادة جماعية، خاصة أن تكتيك مليشيا الحوثي تغير بعد محاصرة طهران من جانب القوات الأمريكية".