من ينقذ شعوبنا من الغرق؟

هكذا تبدو قضايا مجتمعاتنا العربية وأزماتها حادة للغاية حتى إنك لا تجد في الأفق ما يشير إلى إمكانية الأخذ بالحلول الواقعية، حتى إن كافة المساعي الدولية تبدو كما لو أنها تدير استمرار تلك الأزمات ولا تقدم الحلول إزاءها.. واقع كلف هذه البلدان وتلك الدخول في نفق عدم الاستقرار والحروب وتنامي الجماعات الإرهابية، ناهيك عن تلك الجماعات التي تسعى عبر ما لديها من أجندة في الوصول إلى السلطة على طريقتها.

 رحى الحروب مستمرة وحجم الضحايا كبير جداً، ناهيك عن تعطيل تام للاقتصاد والحياة المدنية وانتشار الفقر على أوسع نطاق، لا بل إن استمرار تلك الأزمات أدى إلى تدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة وتنامي الفوضى وغياب القوانين والحقوق بعد أن باتت أجهزة الدول إما معطلة أو مشلولة، إلى جانب التراجع المخيف في العملية التعليمية وحرمان الكثير من الأطفال من الدراسة. في ظل هذا الواقع المرير مازال المجتمع الدولي يخوض في محاولات تبين مع مرور الأعوام أنها غير ناجحة.

وهنا يبرز السؤال: هل غياب الرؤية والمعرفة الكافية بأوضاع تلك البلدان هو ما يجعل مساعي الأطراف الدولية عقيمة؟

فمقترحات الحلول الإقصائية لبعض أطراف الأزمات الراهنة لا يمكنها أن تثمر، ناهيك عن تداخل مصالح الأطراف الخارجية الذي بدوره إذكاء استمرار هذه الجماعات وتلك في المواجهات طالما ووصول الأسلحة لكل طرف ممكناً في الوقت الذي لا تمارس أي ضغوط فعلية تلزم كافة الأطراف بالاحتكام لحل مشكلاتها عن طريق الحوار والوسائل السلمية. 

لقد طال أمد أزماتنا وتفاقمت الأوضاع الإنسانية ولم يقابل ذلك سوى تلك الإحاطات للمبعوثين الدوليين أمام مجلس الأمن، بتلك العبارات الإنسانية في وصف نماذج من مآسينا المتعاظمة.
إطالة سنوات الحرب يعني أننا ننحدر إلى أدنى المستويات الحياتية ونخوض في مستنقع إراقة الدماء إلى ما لا نهاية، ناهيك عن ما يوفره وضع على هذا النحو من تنامي بؤر الفساد والنهب وتدمير المقدرات.. فهل نظل نخوض في تلك العدمية وغياب أي نذر للحلول إلى ما لا نهاية؟! وماذا سيكون عليه الحال على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي بعد كل مستويات الدمار التي حلت بأوطاننا؟!​