همس اليراع

محنة الأقلية الجنوبية 2

من تجربة اجتماع مجلس النواب في سيئون، وانتخاب هيئة الرئاسة،حيث كان الكل يعلم أن الزميل محمد الشدادي هو من ساهم في مواجهة الانقلاب، وتعرض للإصابة أثناء المواجهات، وهو من حافظ على كيانية المجلس (طويل العمر) وأعاد له الحياة بجهوده ومتابعته وحرصه على تمثيل المجلس في الملتقيات البرلمانية الإقليمية والدولية، وقام بتجميع الأعضاء من كل الأقطار التي تناثروا فيها، وحرص على حشد الأغلبية لتأييد شرعية الرئيس هادي، وكان هناك ما يشبه الاتفاق على أن يتولى رئاسة المجلس ، لكن ماذا جرى؟؟
جاء الزميل سلطان البركاني المعروف بمبادرته "اقتلاع العداد" التي أشعلت غضب الشعب في الشمال وأدت إلى ثورة ٢٠١١م ضد نظام الرئيس السابق، جاء إلى الرياض وأعلن تأييده للشرعية، وأحضر معه عددا من النواب الذين رجحوا كفة الأغلبية، وعندما لاحظ أن هناك ما يشبه الإجماع على انتخاب الزميل الشدادي رئيسا للمجلس ، سحب عشرين عضواً إلى القاهرة، ورافق ذلك حملة إعلامية تلمح إلى تراجعه عن تأييده للشرعية، ولم يرجع بهم إلا بعد أن ضمن رئاسة المجلس، بفضل الدور الذي لعبته الأغلبية الشمالية، . . . . لم يفعل الزميل الشدادي ما فعل الزميل البركاني مع أن مؤيديه يزيدون عن أربعين عضوا، (وكان يمكنه ان يفعلها) لكنه قبل بالابتزاز حرصاً على إعادة الروح للبرلمان منتهي الولاية والأهلية، وسحب البساط على الجماعة الانقلابية.
وهكذا!! جريح الحرب في الدفاع عن الشرعية يزاح من رئاسة المجلس إلى الموقع الرابع في هيئة الرئاسة، ونصير الانقلاب والمدافع عنه حتى ٤ ديسيمبر ٢٠١٧م يتبوأ الموقع الثاني في تركيبة السلطة الشرعية، بفضل ثنائية الأغلبية والأقلية. 
* * *
ستظل لعنة الأقلية الجنوبية ذريعة يتحجج بها المبتزون والانقلابيون و(الشنقلابيون) وكل المتفيدين من استباحة الجنوب والعبث بمصيره تحت شعار " الأقلية تخضع للأغلبية" والأشقاء هم أغلبية سواء كانوا (شرعيين) أو (انقلابيين) او (شنقلابيين) ، وهو ما يحتاج إلى تصويب الوضع من خلال الإنصات لصوت الشعب الجنوبي واحترام حقه في تقرير مصيره واختيار طريقه المستقبلي الحر والمستقل بعيدا عن التبهية والوصاية.