شماليو الشرعية والقفز الى السفينة الحوثية

تتوالى الانباء تباعا” حول إنشقاق القيادات الشمالية عن الشرعية وجيشها الوطني والانضمام الى المليشيات الحوثية وكذلك عن قوات حراس الجمهورية المناهضة للحوثيين.

طبعا ظاهرة انشقاق القيادات الشمالية ليست جديدة أو وليدة اليوم ولكنها ازدادت في الفترة الأخيرة وذلك يعني ان جيش الشرعية يحتوي الكثير من القيادات المتحوثه التي تقف أجسادها مع الشرعية فيما تخفق قلوبها مع الحوثي وما بقائها في صفوف الشرعية إلا لاهداف تخدم المليشيات دون شك.

كجنوبيين نعي وندرك تماما” ان قلوب معظم الشماليين ان لم يكن كلهم على بعضهم وان مايجمعهم اكثر مما يفرقهم وانهم مهما أختلفوا فيما بينهم جهرا” لكنهم متفقون سرا”.

فعلى سبيل المثال الكل يرى ويسمع ويقراء لمعظم أعلاميي ومحللي الشرعية السياسيين الشماليين الذين أثبتوا بمالايدعي مجالا للشك تعاطفهم الكبير مع المليشيات الحوثية وذلك من خلال احاديثهم العدوانية التي تستهدف التحالف والقوى العسكرية الجنوبية التي تحارب بجديه تلك المليشيات ودفاعهم المستميت عن جرائم الحوثيين وسلوكياتهم الشاذة بحق الشعب وكل ذلك يعني ان شعرة معاوية لم تزل موصولة بين الكثير من الشماليين الشرعيين وقيادة المليشيات وان عودتهم إلى حضن الحوثي وشيكة ومسألة وقت فقط.

فمن وجهة نظري الشخصية المتواضعة أرى أن أزدياد حالات انشقاق القيادات الشمالية عن الشرعية وعودتها الى مكانها الطبيعي يعود الى عدد من الاسباب منها:

تأخر حسم الحرب وعدم تحقيق الشرعية والتحالف العربي اي انتصارات عسكرية ميدانية مؤثرة على مجريات العمليات العسكرية والحد من قدرات المليشيات الحوثية العسكرية على مدى خمس سنوات متتالية من الحرب.

عدم تأثير سنوات الحرب على المليشيات واضعافها خصوصا في المناطق والجبهات التي يتواجد فيها جيش الشرعية بل انتجت تلك الفترة تفوق الحوثي ورجوح كفة قواته فيها وتمكنه في احايين كثيرة من انتزاع المواقع العسكرية من قبضة الجيش الوطني بعد دحر قواته منها والسيطرة عليها.

التأكد من عدم جدية القيادات الكبيرة في جيش الشرعية في محاربة الحوثي وعدم لمس منها مايؤكد سعيها الصادق الى تحرير شمال اليمن من قبضته..

التأكد من وجود قنوات تواصل مفتوحة بين كبار قادة الجيش وقادة المليشيات وتنسيق وتعاون بل ودعم عسكري شرعي للمليشيات..

وجود تعاطف واضح ودعم واسناد اعلامي من معظم الاعلاميين والمحللين السياسيين الشرعيين للحوثيين.

التأكد من تؤاطؤ اممي مع المليشيات وتغاضي صارخ على تجاهلها المستمر للقرارات الدولية وخروقاتها المتكررة للاتفاقيات وعدم التعامل الصارم مع جرائمها الوحشية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

أضف إلى ذلك كله الأنباء المتداوله عن انسحاب القوات الإماراتية من عدد من مواقع المواجهات والمناطق المحررة وهو الشي الذي اعتبره المنشقون عن الشرعية اليوم ومن بقي وسيلحقهم غدا هزيمة قاسية للتحالف العربي في اليمن.

كل تلك الاسباب مجتمعه ولدت انطباعا” لدى الكثير من القيادات في الجيش الوطني باستحالة هزيمة الحوثي والقضاء عليه والاقتناع التام بعدم نية قياداتهم العسكرية مواجهة الحوثي عسكريا” وبالتالي التوقع من تمكن الحوثيين من السيطرة على ماتبقى من الشمال بما فيه المناطق التي يتواجد فيها الشرعية وجيشها كمأرب والجوف وتعز وغيره.

فتلك الانطباعات التي لاتبدو بعيدة عن الحقيقة كانت بالنسبة لهولا دوافع كافية للقفز من سفينة الشرعية الوشيكة على الغرق الى السفينة الحوثية التي يرى هولا انها السفينة الأقوى القادرة على مواصلة الابحار.

*احمد بوصالح