الشرعية و الحوثي .. يدفعان ثمن دم أبي اليمامة

جنت على نفسها براقش التوأم ، الأولى الشرعية والأخرى مليشيات الحوثي ، تدفعان سريعا ثمن دم الشهيد العميد البطل منير أبي اليمامة اليافعي ورفاقه ، بنفس هذا اليوم الموافق 6 / 8 / 2019 م عويل بصنعاء وفي عدن وعواصم شتات الشرعية اليمنية المهترئة المتخاذلة .

تابعت قناة عدن الفضائية الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي بصنعاء التي لم يستطيع وزير الإعلام المراهق معمر الإيراني دفع النايل سات وغيرها من شركات الأقمار الاصطناعية سحب التردد منها وإعتبارها قنوات رسمية بيد مليشيات إنقلابية وينطبق ذلك على قنوات اليمن وسبأ وغيرها .

بعد التبني الرسمي والسريع المليشيات الحوثي ومن أعلى المستويات لاستهداف معسكر الجلاء والتفاخر بقتل الشهداء أبي اليمامة ورفاقه تغير الخطاب الحوثي بأنهم لم يستهدفوا الشهداء طيب الله ثراهم ، وكان ذلك التراجع نتيجة طبيعية لحجم الخسارة الكبرى التي ستتعرض له مليشيات الحوثي وأنها قد أخطأت بحساباتها .

أولى خسائر الحوثي هو هروب الكثير من الخلايا النائمة مخافة القبض عليهم ، وثانيا بيان ساحة حرية خور مكسر الذي تبنى طرد الحكومة الشرعية وإستلام الانتقالي لمقاليد السلطة في العاصمة عدن وإدارتها ، و تطبيق وثيقة يناير التي أشرف التحالف عليها بين رئيس الوزراء السابق بن دغر و الانتقالي ، والتي نقضتها وتنصلت عن تنفيذها الشرعية الفاسدة المتواطئة .

ثاني خسائر الحوثي سيتم وقف تدفق عشرات المليارات من الريالات اليمنية التي كانت ترسل من إيرادات عدن بإسم رواتب لصنعاء الحوثية ، حتى بيانات المتقاعدين رفضت الشرعية نسخها وترسل شهريا من صنعاء وينطبق هذا الإجراء على كل المرافق الحكومية ، تحويل مليارات من شركة إتصالات عدن ثابت ومحمول وشحن فوري لصنعاء شهريا ، صارت شرعية يقتصر عملها على تحصيل الإيرادات من عدن وباقي المناطق المحررة لحكومة صنعاء الحوثية منذ خمس سنوات وحتى اللحظة ، سيخسر الحوثي كل ذلك بذهاب شرعية التواطؤ والخيانة .

نعترف بشرعية الرئيس هادي لحد اللحظة ، وذنب رئيس الوزراء معين هو برقبة رئيسه الذي خذله وماطله بعد السماح له بإجراء تشكيل وزاري مصغر وتكنوقراط حتى هذا اليوم والإبقاء على وزراء الفساد والفشل ، وصراع الرئيس ونائبه على كرسي وزير الخارجية لا يخفى عن أحد ، لم يستطيع هادي تغيير الوزراء الفاسدين لسبب واحد وهو أنهم يتصدرون مشهد الولاء المطلق لشخص الرئيس والذي يتمسك بهم لهذا السبب ، ولكنهم بنفس الوقت يتفاخرون بعرقلتهم وعدائهم الشديد لرئيس وزرائه معين .

إستنزاف موارد عدن المالية في دفع رواتب معظم موظفي وعسكريي الجمهورية اليمنية مع رفض جميع المحافظات المحررة من توريد المال العام لبنك عدن المركزي ، وإمتناع مرافق حيوية حكومية في عدن عن إغلاق حساباتهم الخاصة في البنوك الأهلية وفتح حساب إيراد عام بالبنك المركزي ، كل ذلك الفساد والفشل وإستنزاف المال العام كان على حساب الخدمات الأساسية في عدن وباقي المحافظات الجنوبية .

والتي تدهورت بصورة دراماتيكية تسونامية حتى وصلت شحة وقود محطات الكهرباء والمياه وغيرها ، كل تلك التراكمات كانت سببا رئيسيا بتفجير الوضع عسكريا في عدن ، إلى جانب التحريض المستمر من قبل أجهزة إعلام الشرعية على الأحزمة الأمنية والنخب وكان أخرها إستهداف معسكر الجلاء وشرطة الشيخ عثمان .

أحداث عدن الأخيرة بعد تشييع الشهداء بمقبرة القطيع بكربتر كانت القشة التي قصمت ظهر الشرعية المهترئة، ووضحت للإقليم والعالم بحقيقة القوات الجنوبية وقوتها وشراكتها ، فأحداث يناير أطلق عليها مليشيات والمتمردين الانقلابيبن الانفصاليين ، أما اليوم تغير ذلك المصطلح إلى قوات جنوبية على لسان السفير البريطاني ، وعلى جميع الأطراف ضبط النفس هكذا صرحت به الدول العظمى ، هل يعتبر ذلك مؤشر على طي صفحة شرعية الاستنزاف والتواطؤ والخذلان ، أظن ذلك .