الجنوب .. انتصر الحق وزهق الباطل

الأحداث المتسارعة التي شهدتها عدن خلال الساعات الماضية كشفت واظهرت الأجندات الحقيقية التي كان يتستر عليها حزب الإصلاح المسيطر على الحكومة الشرعية، أراد تنفيذ محاولاته الخسيسة لإخضاع العاصمة عدن لرغبات وتوجهات أنظمة ودول خارجية تسعى لفرض نفوذها على حساب الشعوب حتى وان كان بالابادة الجماعية، وطغت امس موجه كبيرة من الاخبار الكاذبة بغية قلب الأوضاع وتفجير حروب داخلية وازمات سيدفع ثمنها الشعب المطحون بويلات قوى الشمال واجنداتهاعلى مدى سنوات الضم والاقصاء التي أسست قوانين تدعم مبدى النهب ومصادرة خيرات وموارد الجنوب.
عدن عاشت امس سلسلة من الخدع المستهلكة التي غزلتها وسائل إعلامية لا تجيد سوى صناعة الازمات وتزويرالواقع واحداثه كوسيلة حرب نفسية بعد انكسار وهزيمة الأنظمة والجهات التي تمول تلك الوسائل الاعلامية على الأرض عسكريا في عدن وشتى محافظات الجنوب ولجأت الى استخدام غسيلها من خلال بث سمومها الإعلامية لخلق زوابع من الفوضى والفتن ومنطق مغاير للواقع والحقيقة.
ورغم كل هذه المحاولات والمؤامرات انتصرت عدن وابين والجنوب عامة بعزيمة القوات الجنوبية والشعب الذي يدرك مايحاك ضده.. وضحت تلك المحاولات وزيف غسيلهم واجهضت عدن السلام والمحبة مخططاتهم الرامية الى أعادة المدينة الى حضن الإرهاب والفساد ومضلة الاحتلال .
راينا خلال يوم واحد فقط فضائح من الكذب والتزوير على منابر الاعلام والشماتة والتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، كما بدأت بعض الحسابات المقربة من قطر والإخوان بتسريب أنباء عن سقوط عدن وابين والجنوب كافة بيد شرعية الإرهاب، وتوجه الشرعية لإقامة محاكم عسكرية، وكذا تسريب أسماء مرشحة لقيادة السلطة المحلية في عدن والمنطقة العسكرية الرابعة من التيار القريب من الدوحة صندوق الإرهاب المالي.
وكشفت الأحداث عن حالة التلاحم بين الشارع الجنوبي وقيادة المجلس الانتقالي، حيث نزل المئات من سكان عدن إلى الشوارع للتعبير عن تضامنهم مع الانتقالي والتأكيد على انتصار عدالتهم وتكذيب الأنباء التي تحدثت عن سيطرة ميليشيات الإخوان على المدينة.
ولا ننكر انه في الوقت نفسة كانت قد بدأت حالة الامتعاض الشعبي تتصاعد بفعل التأثر من التغطية الإعلامية المنحازة على شاشات بعض وسائل الإعلام العربية التي صادرت الحقيقة مقابل ممارسلة اعلام الدجل والخداع والتي تحولت إلى آلات لنشر الشائعات والدعاية المضللة.
ومع كل هذه المستجدات والحقائق المكشوفة على الأرض التي عكست مدى اخلاص المجلس الانتقالي والتزامه بالعهود والمواثيق مع الاشقاء بدول التحالف وصموده وتضحياته في سبيل اهداف مشروع التحالف العربي بالقضاء على المشروع الحوثي الإيراني .. وهذه حقيقة لامسها العالم لا يستطيع انكارها احد وستخلد على مدى التاريخ ، وفي الاتجاه الاخر انكشفت حقائق كثيرة على واقع سياسة حكومة الشرعية وجيشها المعظم واحداث عدن وابين وشبوة أظهرت وكشفت حقائق واهداف كبيرة تمثل اعلى درجات الخطورة ليس على الجنوب فقط وانما على المنطقة بشكل عام.
وامام هذا المشهد بكل تفاصيله لا تزال اللعبة غامضة وسياسة الأوراق والمصالح هي سيد الموقف اليوم دون الرجوع الى ما افرزته الاحداث من خبايا ومخططات لشرعية الاخوان في الجنوب واشمال واعتقد ان دول التحالف منذ انطلاق عاصفة الحزم كانت تجهل هذه الحقائق المكشوفة اليوم منقبل قوى الشمال المسيطرة على حكومة الرئيس هادي .
العالم له عيون ويراقب الاحداث بكل تفاصيلها وخرج بخلاصة ان هذه الحكومة ومن فيها أصبحت حمل وعبئ ثقيل بثقل مشاريعها التي طغت على السطح وصارت اوراق مكشوفة للجميع.
كل هذه المتغيرات السالفة لم تشفع بالانتصار لعدالة قضية الجنوب وشعبة ولا تزال سهام الصديق والشقيق ترشق الجسد الجنوبي المثخن بجراح الوحدة الظالمة والحروب منذ ثلاثين عام ، رماح سياسية تهدف الى افشال واحباط مشروع الجنوب وحلم الشعب الوطني والسياسي العادل والقاضي في استعادة الارض والوطن المسلوب.. وقد تدرك تلك الدول ان إرادة الشعوب لا تقهر والحق سينتصر وما احداث اليوم الا خير شاهد بأن عدالة الله موجودة بانتصار الحق على الباطل مهما كانت عدالة تلك الدول لا ترى الا مصالحها.. ولتعلم ان دولة الجنوب حق مقدس وفق ديانات السماء وشرائع الأرض.. انتصر الحق وزهق الباطل.