ماذا في الجنوب يعرفه الشماليون ونجهله نحن ؟

ثمة شي خفي موجودا هنأ ربما أمامنا أو خلفنا وربما تحت اقدامنا لانعلم عنه شي نحن معشر الجنوبيين، شي ثمين يجعل من وطننا “الجنوب” مطمع لكل قوى الشمال الرسمية والقبلية والإسلامية والإرهابية والشعبية.

نعم هناك شي نجهله نحن تماما فيما يعلمون هم به ويدركون حجم قيمته وأهميته وبالتالي يدفعهم مهرولون نحوه بجنون ، شي يجعلهم مستميتون للوصول إليه والظفر به قبل الجميع بما فيهم نحن أهل الأرض مهما كلفهم من ثمن.

لم تختلف درجة ومستوى حمى تمسك أكابر ونخب وعوام الشمال بالجنوب واستماتتهم على بقائه في إطار الوحدة.
فكلهم دون استثناء يحملون تلك الغريزة الجنونية ويمتلكون نفس المشاعر تجاه الجنوب ويحملون نفس الدرجة من الإصرار على إبقاء الجنوب في أيديهم.

اطلق الهالك عفاش شعار الوحدة أو الموت قبل نحو ربع قرن من الآن فتعالت اصوات الشمال كل الشمال خلفه مرددون ما قاله “الوحدة أو الموت” بل ومهرولون جنوبا لتطبيق مفرداته على الأرض.
أنشق من انشق عن الكاهن “عفاش” وخرج من خرج مطالبا برحيله فرحل عن الحكم ومن ثم رحل عن الدنياء مقتولا بأيدي من هم أخبث والعن منه.
رحل كبيرهم الذي علمهم النهب والسرقة والمكر والخداع بعد أن تخلت عنه عصاباته التي اطعمهما واشربها ورعاها طويلا ولم يرحل شعاره اللعين.

بقي شعار الوحدة أو الموت خالدا في ذاكرة وقلب كل شمالي ناصر عفاش أم عارضه ،حفظه عن ظهر قلب كل شمالي زيديا أم شافعيا، تسلح به كل شمالي أوفى مع عفاش ام خانه، كلهم جعلوا من شعاره أو مقولته استراتيجية شمالية ثابته تجاة الجنوب.

تغيرت الوجوة وتغيرت التحالفات وتفرخت العصابات وتبدلت المسميات ولم يتغير المبدأ.
بقيت مقولة الهالك عفاش معشعشة في رؤوسهم كمبدأ لا تزحزح عنه، واستراتيجية الجميع ملزم بها وملتزم بتنفيذها.

غزانا الشمال جيش ودولة وقبائل وحركات إسلامية وإرهابيين وفيالق القتلة والمجرمين والسرق عام 1994 دخلوا عدن معززين بفتوى دينية لكاهن اخواني لعين وشعار الوحدة أو الموت، فغزانا كهنة الألفية الثالثة في 2015 بجيش الكاهن الأكبر ومليشيات الكهوف المتخلفه بنفس الفتوى ونفس الشعار وهاهم بقايا الكهنوتية الشمالية الهاربون من ديارهم بمؤخراتهم المتورمة المجلودة بسياط ملالي صنعاء يغزون الجنوب مجددا تدفعهم فتوى جديدة مصدرها علماء الغفلة الخائبون وشعارهم الابدي الخالد “الوحدة أو الموت”.

ثلاث غزوات شمالية متتالية شهدها الجنوب خلال ربع قرن من الزمان تصدى لها جميعها شعب الجنوب الفقير من كل ملذات الدنيا اللهم من الإرادة وحب الجنوب والموت شهداء دفاعا عنه.
ثلاث غزوات شهدت حروبا طاحنة بين الشماليين والجنوبيين دفع خلالها الطرفين أثمان باهظة من المال والرجال وخلفت الكثير من المشاكل التي لم تزل عالقة حتى اللحظة.

كل ذلك يجعلنا نتسائل لماذا يحاربوننا أهل الشمال؟ وعلى ماذا؟
فإذا كان النفط هو السبب الذي يدفعهم لقتلنا وموت قوافلهم في الجنوب فهم يمتلكون نفطا” أيضا ، وان كان من أجل ميناء عدن فلديهم موانئ الحديدة والصليف والمخاء وان كان من أجل البحر والسمك فإن كان لدينا البحر العربي فمعهم البحر الاحمر .
ففي جانب الثروات فالشمال يمتلك ثروات مماثلة وربما أكثر من ثروات الجنوب بل ويتفوق علينا بإمتلاكه الغاز الطبيعي وسد مأرب وغيره.
أذا ماهو السبب وماهو ذلك الكنز الثمين الذي يعرفونه هم فيما نجهله نحن ويدفعهم الى الانتحار في سبيل الحصول عليه كل يوم على أسوار الجنوب ؟