الشرعية والهروب إلى السيناريو الأخطر

لم تكتفي الحكومة الشرعية بفشلها الذريع في إدارة المحافظات التي استلمتها بعد تحريرها كاملا من قبل القوات والمقاومة الجنوبية والتحالف العربي وفشلها المخزي في تحرير ولو مديرية واحدة في محافظات الشمال وخذلانها التحالف العربي الذي اغدقها باصناف وكميات الدعم العسكري والمالي واللوجستي فحسب ،بل واستمرارا" لمسلسل الفشل الذي لازمها منذ ميلادها الى درجة انه اصبح مقترنا" بأسمها تواصل الشرعية فشلها بالهروب الى الامام عبر خلق مشكلات جديدة إضافية للتحالف ووضع عقبات جديدة امامه تزيد من تعقيد المشكلة بهدف إفشاله في انجاز المهمة التي تدخل من أجلها ومنعه من تحقيق الهدف الذي يرغب في تحقيقه رمى بكل ثقله السياسي والاقتصادي.

فالسنوات المنصرمه من عمر الحرب بكل معطياتها وشواهدها أكدت بما لايدعي مجالا" للشك والظنون تعمد الشرعية بكل مكوناتها خذلان بل إفشال جهود الرياض وأبوظبي وبقية عواصم الدول المنضوية في تحالف إعادة الشرعية في اليمن من خلال إطالة عمر الحرب وأستنزاف التحالف وبناء إمبراطوريات مالية وترسانات من الأسلحة ليس لتحرير صنعاء واخواتها وبالتالي إستعادة شرعيتهم المنقلب عليها بل لأهداف واجندة خاصة بقادة الشرعية تكشفت ملامحها بجلاء فيما بعد .

ففي خضم هذا المستوى من الفشل والخذلان الذي يعد كافيا" لجعل رجالات الشرعية يخجلون من انفسهم وإبدأ اسفهم وتقديم أعتذارهم علنا" للتحالف عما أرتكبوه بحق شرعيتهم ووطنهم وشعبهم وحلفائهم ، بدلا من ذلك تعمد هولا مواصلة السير على درب هدفهم المدروس بعناية وهو إفشال التحالف واظهاره بمظهر المعتدي امام العالم.
بدلا من ذلك واصل المتشرعنون في الرياض وبقية عواصم العالم هروبهم الى الامام عبر تعقيد الأمور المعقدة اصلا" واصطناع عدو جديد لايوجد الا في مخيلتهم فقط.

خلق عدو جديد كشماعة يعلقون عليها فشلهم السياسي والاداري والعسكري الطويل وتبرير خذلانهم المريب لدول التحالف العربي ،فقيادات الشرعية الفاشلة أختلقت عدوا" وهميا" للتبرير والابتزاز والمقايضة التي دأب رجالها على التعامل بواسطتها مع القوى الحية على الارض وحلفائهم الصادقين .

جعلوا من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عدوا" لهم وذلك لم يكن صدفة او عبثا" بقدر ماهو عمل مخطط له ومدروسا" بعناية فائقة لعدة أسباب ابرزها:
أولا" الهروب من الاستحقاقات الوطنية التي تقع في صلب مهامها والمتمثله في خوض غمار الحرب وتحرير صنعاء وباقي الشمال المفضي بالطبع الى العودة إلى صنعاء بعد طرد مليشيات الحوثي منها.
وتعطيل جهود الامارات في محاربة الارهاب ودك اوكاره وتنقية البلاد من جماعاته المنتشرة في عدد من المحافظات وذلك دفاعا" على تلك الجماعات التي أثبتت الشواهد ارتباطها الوثيق ببعض أجنحة الشرعية ثانيا" من خلال محاربتها سياسيا واعلاميا" وما كلمة رجل دبلوماسية الشرعية الاول في جمعية الأمم المتحدة مؤخرا" إلا تأكيدا" لما أقوله هنأ.
وثالثا" الاحتفاظ بالترسانة العسكرية الضخمة واستخدامها للغزو على الجنوب عبر بوابة تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي وهذا ما حدث بالفعل.
ومن ثم مقايضة التحالف والسعودية بالذات وتخييرها بينهم وبين الانتقالي والإمارات.

وكل ما سبق ذكره يقودنا إلى توقع السيناريو القادم المعد من قبل صقور الشرعية والذي يؤكده تهرب الشرعية من التزاماتها تجاة التحالف شمالا" والمتمثل في:
العمل وبسرعة قياسية على السيطرة الكاملة على محافظات الجنوب الذي بدأته في شبوة .
تكثيف الخطاب الاعلامي ضد التحالف عبر حملات إعلامية منظمة وممولة تصور فشل مهمته واختلاق المبررات الكافية لإعلان عدم حاجتها له والضغط على الرئيس هادي ودفعه للمطالبة بإنها مهمة التحالف في اليمن وبالتالي اللجؤ الى تركياء وقطر وطلب منهما التدخل لدى ايران لتقريب وجهات النظر بينها وبين قادة المليشيات الحوثية وعقد مفاوضات واتفاق سلام بينهما ينهي الحرب بعد ضمان الاحزاب المكونة للشرعية وجود في مركز قرار دولة مابعد الحرب.
فهذا هو السيناريو المتوقع إلا اذا استبقته الرياض باتخاذ خطوة جريئة في تغيير اسلوبها في التعامل مع الأزمة والدخول في حوار مع الحوثيين ينهي الحرب ويضمن تأمين حدودها واراضيها مستقبلا.