انكسارات مرعبة
علي ثابت القضيبي
- العمل المجتمعي التّطوعي
- المصفاة وإذا إفترضنا هذا صحيحاً !
- عودوا رتبوا بيتنا من الداخل
- المفخّخات السياسية في جنوبنا
بِفعل الحرب، وبفعل رداءة أداء الحاكم ومنظومة السلطة، تجتاحُ الناس حالة من الإحباط والانكسار، وهذه تسيرُ بتناسب طردي ومرعب، والأكثر رعباً فيها عندما تصلُ إلى مستوى تَحلل منظومة القِيم والأخلاقيات، هنا ينهارُ المجتمع تماماً.. لذلك ليس من العجب أن تجد امرئٍ يحمل كيس قمامته ليرميه في رُكن الحارة بجوار منزل إنسان آخر!
دانة المدفعية عندما تقعُ على حيٍ سكنيٍ، دوي انفجارها وأزيزُ الشظايا يوزع الرعب من الموت في كل جانب، ولحظتئذٍ لا يبقى لدى الإنسان إلّا الحرصُ على الحياة وحدها وحسب، إذ لا تعد تهمه الممتلكات ولا المال ولا.. ولا..، وفساد الحاكم والسلطة ولصوصية أفرادها، وعدم اهتمامهم مطلقاً بمسئولياتهم، هو أشد وطأً من سقوط دانة المدفعية، إذ لا يبقى أمام الناس من أملٍ في تحسن أحوالهم مطلقاً.. والاثنان معاً كارثة الكوارث ولا شك.
معروفٌ أيضاً أنّ بلادة الحاكم وهمجيته، وهذا يسحبُ نفسه على طابور السلطة أدناه، لأنهُ هو مَن يختار التشكيلة ونوعيتها.. والحاكمُ الذي ليس في وارد تفكيره مطلقاً الاهتمام الجدي بالطفل الصغير في المدرسة، وكيف يوفر له كل الأجواء الملائمة للدراسة، ولا يهمه منظر المدينة وكيف يُحسنها، أو كيف يقي شعبه من الأمراض الفتّاكة، أو كيف يجتهدُ في توفير اللقمة النظيفة للعوام..، هنا يجد المواطن نفسه يعيشُ في قذارة بالوعة سلطة عفنة مُنتّنة! وتخيّلوا شكل العيش في بالوعة!
اليوم لم يعد كثيراً من الآباء يسألُ أين يذهب ابنه! أو مَن يُجالس؟ أو كيف يقضي وقته.. لذلك تحوّل كثير من الأبناء إلى بلاطجة وإرهابيين! حتى نظافة المحيط لم تعد تهم أحداً، وحالة من التّذمٌر والقرف والإحباط تُطبقُ على كل الوجوه، إذ لم يعد يهم الناس أيٌ شيء مطلقاً، حتى في كيفية التّصدي لحالات العبث وفساد منظومة الحكم وعبثها! وهذا كارثيٌ جداً ولا شك، وبالطبع الحاكم ومنظومة فساده مرتاحين لهذه الوضعية الرثة، مع أنهم سيحاسبون عليها حساباً عسيراً وقاسياً عند المولى، وهم لا يفكرون مجرد التفكير في ذلك الآن مطلقاً..
هذا الحال هو الذي نعيشه اللحظة، ومن المؤسف أن الحاكم وبطانته من المسؤولين والبلاطجة.. يواصلون أعمال النهب والعبث، ومنظومة القيم تتدمّر وتتشظى، ومعها يزدادُ تهتٌك المجتمع وانحلاله، وهذا نذيرُ سوءٍ بالغ يعصف بنا، ألا ترون هذا معي؟! أثقُ أنكم تشعرون به وتعيشون في أتونهِ أيضاً.. أليس كذلك؟!