الأيام بيننا !

ما أنا على يقين منه بأن "اتفاق الرياض " ولو خرج حتى بإعلان فك الارتباط وإعلان قيام دولة الجنوب ،لقال مفسبكو ومسؤولو شرعية الفساد انه مجرد فخ وانه لن يستمر اكثر من عامين -بمعنى -استحالة اعترافهم بتحقيق المجلس لأي مكسب من هذا الاتفاق حفاظاً على ماء وجوههم المراق.

منذ الأمس وانا أتابع بشفقة ، حالة بعض من هؤلاء المفسبكين والمسؤولين وهم يكررون بإصرار ، بأن الاتفاق ليس سوى إعادة للشرعية ، ويبسط مايسمونها عبثاً هم سلطة الدولة ودمج قوات المجلس تحت عباءة الشرعية ،والأكثر من ذلك ان الاتفاق بحسب هلوساتهم سيعتمد على مخرجات الحوار غير المعترف بها جنوباً وشمالاً وان كل ماتحقق للمجلس هو حقيبتين وزارتين تحت سلطة الشرعية.

يحاول هؤلاء بجهل وعبط تصوير الاتفاق بأنه يمثل تسليماً نهائياً بعودة الشرعية وكل رموزها الفاسدة ،وتسليم الاحزمة والنخب لها كهدية ومكافأة لها على فسادها وان المجلس لم يذهب إلى الرياض وجدة إلاّ للاعتذار للحكومة وإعادتها والتعهد بعدم مضايقتها مستقبلاً .

لا يريد هؤلاء الاعتراف بحقائق مهمة منها:
أنهم أُجبروا "غصباً عنهم" على الاعتراف بالمجلس كندٍ وممثل للجنوب وبأنهم لن يعودوا إلاّ بأذنه ورضاه وحده بعد ان كانوا "يقفزوا" للسماء عندما يذكر عليهم المجلس ونخبه واحزمته.

وان مخرجات حوارهم المزيف مرفوضة جنوباً، ولن تمر ، وانها تستخدم من الجميع مجتمع دولي وتحالف وحتى الشرعية ذاتها كديباجة خالية من أي معنى.
وان علاقة المجلس بالحكومة ستكون بموجب الاتفاق علاقة وصاية عليها ،فتشيكلتها من الجنوبيين ستتم بالتشاور مابين المجلس والتحالف والرئيس ولن يكون للعليمي ولا العيسي ولا الاصلاح دور في اختيار من يشتم الجنوب ومجلسه وزيراً كما كان في الحكومات السابقة
وان اتفاق الرياض اتفاق مرحلي وليس اتفاقاً نهائياً ومهمته معالجة الأوضاع الناشئة بسبب فساد الحكومة واستفزازاتها وقد انتهى بوضع نهاية مهينة لها.
كما لا يريدوا الاعتراف بأنهم من الآن سيكونون تحت حماية الامن والحزام والنخب الجنوبية التي اعترفوا مرغمين بشرعيتها.
وان جيشهم المحتل لشبوة وحضرموت سيرحل ليقاتل الحوثي ويترك الجنوب لأهله ،وان أي محاولة للتملص والتجاوز سيدفعون ثمنها غالياً وسيطردون من الجنوب بلارحمة ولا عودة وبدعم وتأييد من التحالف ذاته .
والأيام بيننا.
منصور صالح