الحوثي والإصلاح والراية البيضاء التي لن تُرفع
رأي المشهد العربي
بعد التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، لم يكن من المتوقع أنّ يرفع حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي الراية البيضاء بسهولة، بعدما شكّل الاتفاق صفعة سياسية وعسكرية لعديد المؤامرات التي حاكها في الفترة الأخيرة.
فلم يكد يمر يومٌ واحدٌ على توقيع الاتفاق في العاصمة السعودية، حتى شنّت المليشيات الحوثية هجومًا عنيفًا على مدينة المخا، شكَّل إعلان حرب من قِبل الانقلابيين، يُجهض أي فرص للتسوية السياسية.
التصعيد الحوثي هذا يمكن اعتباره ردًا على اتفاق الرياض الذي يُشكِّل ضربة كبيرة للمليشيات، لا سيّما أنّ هذا الاتفاق يعمل في جانبه الرئيسي على ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، بعدما عمد حزب الإصلاح الإخواني على تشويهها لفترات طويلة.
ولأنّ "الإصلاح" ارتمى في أحضان الحوثيين لسنوات طويلة وتكسّب من إطالة أمد الحرب سياسيًّا وعسكريًّا، فإنّ ضبط بوصلة الحرب على المليشيات أمرٌ ليس في صالح الحزب الإخواني، الذي يسعى جاهدًا لتثبيت حالة العبث التي سادت لسنوات، والتي لم تخلُ من خيانات إخوانية عديدة للتحالف العربي.
إزاء ذلك، فإنّ هجوم المخا العنيف ليس من المستبعد أن يكون قد شاركت فيه كذلك المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، التي سعت كثيرًا لإفشال اتفاق الرياض، وغرست الكثير من العراقيل والسموم في مساره بغية تفخيخ هذا المسار، وهو أمرٌ حتمًا سيستمر رغم توقيع الاتفاق بالفعل.
وبات من الضروري أن ينتبه التحالف العربي جيدًا في الفترة المقبلة، للتصدي لأي مؤامرات إخوانية - حوثية تسعى للنيل من هذا المسار.