كوابيس الإخوان السوداء.. كيف أحرق اتفاق الرياض مؤامرات الإصلاح؟

الجمعة 8 نوفمبر 2019 02:04:28
كوابيس الإخوان السوداء.. كيف أحرق اتفاق الرياض مؤامرات "الإصلاح"؟
على مدار أسابيع، حاول حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي عبر أذرعه النافذة في حكومة الشرعية، غرس السموم والعراقيل في مسار اتفاق الرياض بغية إفشال التوصّل إليه، إلا أنّ إتمام الاتفاق مثّل ضربة قاسمة للأجندة الإخوانية الموالية لقطر وتركيا.
انهيار الأجندة الإخوانية يأتي باستئصال نفوذ حزب الإصلاح سياسيًّا وعسكريًّا، وهو ما سيتم عبر تشكيل حكومة جديدة وإعادة القوات الإخوانية التي غزت الجنوب إلى أراضيها، وهو ما قاد إلى حالة عويل لا تتوقف من قِبل حزب الإصلاح فور توقيع الاتفاق
اتفاق الرياض الذي وُقِّع أمس الأول الثلاثاء بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، يمكن القول إنّه يقضي على الهيمنة الإخوانية على القرار داخل "الشرعية"، وذلك بعد تشكيل حكومة كفاءات بالمناصفة بين الجنوب والشمال، وتقليص عدد الحقائب الوزارية إلى 24 حقيبة، بالإضافة إلى التشاور مع المجلس الانتقالي على جميع التعيينات بالحكومة والمحافظات والمؤسسات الأمنية والعسكرية. 
يُضاف إلى ذلك عودة القوات الإخوانية التي تم استقدامها من محافظتي مأرب الجوف إلى محافظة شبوة ومدن الجنوب إلى مواقعها، ما يعتبر إجهاضًا للمخطط الإخواني لتفجير الأوضاع مجددًا في الجنوب.
ولأنّ "الإصلاح" أدرك خطورة ذلك على أجندته الإرهابية، فقد استبق الحزب الإخواني توقيع اتفاق الرياض بحشد آلاف العناصر من مليشياته من المنطقة العسكرية الثالثة والمنطقة السادسة ومحور بيحان إلى مدينة عتق بمحافظة شبوة. 
الأكثر من ذلك كان توعُّد قيادات إخوانية، قبل أيام، باستئناف المحاولة لغزو العاصمة عدن، كما اندلعت اشتباكات بالفعل في مدينة أحور التابعة لمحافظة أبين، ما يعني أنّ الحزب الإخواني لم يرفع الراية البيضاء إلى الآن.
سياسيًّا، فإنّ تشكيل حكومة جديدة يعتبر صفعة أيضًا على وجه الإخوان، فالمرحلة المقبلة ستشهد تشكيل حكومة خالية من العناصر التي أجَّجت الصراعات، وفي مقدمتهم المدعو أحمد الميسري والمدعو صالح الجبواني، اللذان كرّسا جهودهما طوال الفترة الماضية على بث الكراهية ضد الجنوب والتحالف العربي.
والحكومة الجديدة التي سيشارك المجلس الانتقالي الجنوبي في تشكيلها ستخلو من العناصر الإخوانية التي تجيد بث الكراهية وتأجيج العنف والصراعات تنفيذًا لأجنداتهم المتطرفة على مدار الوقت، ما يعني إجهاضًا كبيرًا للمؤامرة الإخوانية.
يعتبر اتفاق الرياض خطوة شديدة الأهمية في مسار ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما حرّفتها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، ما يعني أنّ هذه الخطوة مثَّلت صفعة قوية على وجه الإخوان والحوثيين.
وبينما نُظر إلى المحادثات التي جرت في مدينة جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية والتي أفضت إلى اتفاق الرياض الذي تمّ التوقيع عليه الثلاثاء، بأنّ الهدف منها هو توحيد وضبط جبهة الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ حزب الإصلاح الإخواني المخترِق للحكومة وكذا المليشيات الحوثية خرجا خاسرين من هذا النزال السياسي.
ويمكن القول إنّ اتفاق الرياض يعتبر بمثابة حكم الإعدام لمشاريع الحوثي والإخوان، كما عبّر الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم الذي قال: "بعد تحرير عدن مباشرة وطرد الحوثيين حاولت التنظيمات الإرهابية الموالية للإخوان بسط نفوذها على مناطق الجنوب كبديل للحوثيين، تمّ إفشال مؤامرة الإخوان وتدمير كُل مخططات الفوضى بأيدي المقاومة الجنوبية وبدعم لا محدود من الإمارات.. اتفاق الریاض بمثابة حكم الإعدام لمشاريع الحوثي والإخوان".