لماذا يخيفهم العلم؟
الجمعة 8 نوفمبر 2019 03:37:45
يومًا بعد يوم، تثبت مليشيا حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي حجم طائفيتها الحادة، التي لا تختلف كثيرًا عما تقترفه المليشيات الحوثية من جرائم في هذا الصدد، وقد ارتكبت عدوانًا هذه المرة على علم الجنوب.
ففي مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين، أقدمت المليشيات الإخوانية على إنزال أعلام الجنوب من على المباني والمنشآت الحكومية بالمدينة عقب ساعات من رفعها.
وكان الأهالي قد رفعوا أعلام الجنوب على المباني والمنشآت الحكومية بالتزامن مع الاحتفالات بانتصار الشعب الجنوبي بتوقيع اتفاق الرياض.
هذه الواقعة جاءت بعد إزالة مليشيا الإخوان أعلامًا ورسومات جدارية من مديرية سيئون في محافطة حضرموت.
هذه الممارسات الطائفية التي تأتي بعيد التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية يمكن القول إنّها تكشف عن غضبًا إخوانيًّا من هذا الاتفاق، على اعتبار أنّ حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي قد تضرّر كثيرًا من هذه الخطوة التي تقود إلى تلجيم نفوذه بشكل كبير للغاية على الصعيدين السياسي والعسكري.
وبعيدًا عن الغضب الإخواني من هذا الاتفاق والمحاولات الدائمة من حزب الإصلاح التي سعت لعرقلة هذا المسار، فإنّ إزالة العلم الجنوبي تكشف عن طائفية إخوانية حادة وصلت إلى حد إزالة الأعلام.
وهذه ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها المليشيات الإخوانية مثل هذه الجرائم، ارتكب أحد عناصر "الإصلاح" جريمة إرهابية بشعة عبر إطلاق الرصاص من المسافة صفر على الشهيد الجنوبي سعيد القميشي بمدينة عزان بمحافظة شبوة.
في هذه الواقعة، حاول عناصر إخوانية مصادرة علم الجنوب من "الشهيد" الذي تمسّك بعلمه وهويته، فأطلق إرهابي خسيس النار عليه من المسافة صفر، فارتقى شهيدًا في الحال.
وفي أكتوبر الماضي أيضًا، اعتدت قوات المنطقة الأولى التابعة لمليشيا الإخوان بنقطة مفرق مدودة مدخل مدينة سيئون الغربي على مواطن بالضرب المبرح بأعقاب البنادق و تهشيم زجاج سيارته، وذلك بسبب تواجد صورة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بسيارته.
مليشيا الإخوان قامت باقتياد الشخص بعد الاعتداء عليه إلى جهة غير معلومة، وذلك في استهداف يعتبر استمرارًا لمسلسل الاعتداءات التي تنفذها قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لمليشيا الإخوان على المواطنين.
يفسر هذا الإجرام الإخواني، حجم الرعب الهائل الملقى في قلوب عناصر "الإصلاح"، من وعي الشعب الجنوبي وإيمانه بقضيته والتفافه حول قيادته من أجل تحقيق الحلم الجنوبي الكبير المتمثل في استعادة الدولة عبر فك الارتباط.