تصحيح سياسي وآخر عسكري.. اتفاق الرياض الذي يضبط البوصلة

الجمعة 8 نوفمبر 2019 13:00:57
تصحيح سياسي وآخر عسكري.. اتفاق الرياض الذي يضبط البوصلة

مثّل اتفاق الرياض، الذي وُقِّع أمس الأول الثلاثاء بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في العاصمة السعودية، خطوة مهمة على سبيل الحل السياسي الشامل، بالإضافة إلى كونه يضبط مسار الحرب على المليشيات الحوثية.

فعلى مدار سنوات الحرب العبثة التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، تسبّب اختراق حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي لمفاصل حكومة الشرعية في تشويه مسار الحرب وتحريف بوصلتها بعدما ارتمى في أحضان الحوثيين، وطعن التحالف العربي من الظهر.

تتفق مع ذلك صحيفة عكاظ السعودية التي قالت في افتتاحيتها تحت بعنوان "اتفاقية الرياض ودعم السلام"، إنّه ليس غريبًا على المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها الوقوف بجانب القضايا العربية والإسلامية، وحرصها الدائم على السلام.

وأضافت الصحيفة: "يأتي آخرها نجاحها في توحيد الصف اليمني وحقن الدماء بين الأشقاء في اليمن عبر الجهود الكبيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، في الوساطة التي بذلت حتى تكللت بتوقيع اتفاقية الرياض بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهي الخطوة الإيجابية والمهمة نحو حل سياسي شامل في اليمن".

وتابعت: "هذا الاتفاق التاريخي الذي لاقى ترحيبًا دوليًّا واسعًا سيخلده أبناء الشعب اليمني، لما لهذه الاتفاقية من أهمية في لمّ الشمل، وتوحيد الصف، والتوقف عن القتال والتناحر، والتفكير بعقلانية نحو يمن جديد ومزدهر، لينعم اليمنيون أيضاً بالأمن والأمان والرخاء".

الصحيفة أشارت إلى أنّ اتفاق الرياض خطوة كبيرة ومهمة لا يريدها النظام الإيراني الإرهابي الذي يغذي مليشيا الحوثي، لتقوم بنشاطها الإرهابي في المنطقة.

إزاء هذه الحالة، عملت قطر وتركيا وإيران إلى جانب المليشيات الحوثية على إفشال المحادثات التي جرت في مدينة جدة السعودية والتي أفضت إلى اتفاق الرياض.

المحاولات الحوثية لإفشال هذا المسار تجلّت منذ اللحظة الأولى، وذلك لقناعة المليشيات أنّ هذه الخطوة تهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على الانقلابيين، وهو أمرٌ يمثل خطوة أولى على صعيد حسم الحرب عسكريًّا وضبط الأمور سياسيًّا.

في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة أنَّ المليشيات الحوثية حاولت منذ اللحظات الأولى لحوار جدة على عدم نجاح اللقاء وتوحيد الصف، بل حاولوا الاستعانة بدول وأشخاص للتشويش على الحوار ونسف الجهود وإفشال المبادرة، سواء من خلال الإغراءات أو الدعم الإعلامي الذي كان يردد معلومات حول فشل الحوار وتشويهه وغرس الدسائس عبر ذراعهم الإعلامية في تركيا وقطر وإيران.

وحاول الحوثيون بث الشائعات عبر إدعاء حصولهم على معلومات بوجود خلافات كبيرة بين أعضاء الوفدين وتوقف اللقاءات، إلى جانب محاولات إشعال الفتن في الداخل بين أهالي القرى وبعض المحافظات لكنها باءت جميعها بالفشل.

وعمل الحوثيون بكل الطرق والوسائل على التصعيد في الداخل من أجل نسف الاتفاق وفق المصادر التي أشارت في حديثها لصحيفة الوطن السعودية، التي قالت إنّ اتفاق الرياض كسر كل أحلام الميليشيات الإيرانية وبعثر أوراقهم، في وقت يتجرعون علقم الهزائم ونقص المقاتلين وضعف قواهم.