محطة بترو مسيلة.. هل هي طاقة مشتراة

تفائلت كغيري من أهالي عدن وباقي المحافظات المجاورة بتشييد محطة الرئيس هادي 264 ميجا وات ( محطة بترو مسيلة ) التي تعمل بوقود الغاز / ديزل - النفط الخام (كرود أويل ) " Crude Oil " يعني الزيت الخام , أي الزيت المستخرج من الأرض ولم يتم تصفيته بعد .

التكتم الشديد حول مشروع المحطة بعدن يثير الشكوك والريبة ، فلا نعلم القيمة الفعلية للمحطة ولا توجد نسخة من العقد المبرم بين شركة جنرال اليكتريك وبترو مسيلة لدى وزارة الكهرباء أو صاحبة الاختصاص المكاني كهرباء عدن ، وهل المحطة جديدة كما صرحت به الحكومة أم مجددة ، ولماذا يتم إستبعاد وزارة الكهرباء ومؤسسة كهرباء عدن من المشروع وعدم إشراك فريق فني لتدريبه وتأهيله لتشغيلها مستقبلا ، وهل ستقوم بترو مسيلة بتشغيلها وصيانتها لأجل غير مسمى ، وماذا يعني ذلك .

وهل ستؤول ملكية المحطة لوزارة الكهرباء أم ستبقى بعهدة بترو مسيلة ، ولماذا تم وضع شعار بترو مسيلة على خزانات وقود المحطة وليس شعار المؤسسة العامة الكهرباء .

وصول خزانات وقود الديزل و الكرود أويل والمياه ( خزانات لمياه الاطفاء والتبريد ) سبب لي نكسة كبيرة ، كنت أتمنى أن تشغل المحطة بالغاز المسال الذي يعد الارخص ثمنا والأنضف للبيئة ، وكما هو متعارف يجب أن تبعد خزانات الغاز عن محطات توليد الكهرباء بمسافة تصل 7 كم وهذا متوفر كون عدن يحيط بها البحر من أغلب الاتجاهات .

تشغيل محطة بترو مسيلة يبدأ بالديزل ثم يتحول أوتوماتيكيا للكرود اويل ، تحتاج المحطة لمصفاة لتنقية النفط أو الزيت الخام من الشوائب الذي يعتبر أدنى مستوى من المازوت ، وبالتالي يتطلب صيانة وفلاتر وقطع غيار ومبالغ باهضة تحولها لمحطة غير مجدية إقتصاديا ، أما تشغيلها بالغاز المسال نتجاوز كل تلك المراحل سالفة الذكر .

لن تدخل أي محطات توليد الكهرباء في الخدمة دون تركيب خطوط نقل الضغط العالي والمحطات التحويلية من مجمع الحسوة الطاقة إلى باقي المحطات التحويلية في المنصورة و خورمكسر ، ولهذا يجب أن يسير مشروع المحطات بالتوازي مع مشروع النقل والمحطات التحويلية .

لم يتحسن التيار الكهربائي رغم دخول فصل الشتاء بسبب عدم إنحسار الأحمال دون 170 ميجا كشتاء العام الماضي ، الأحمال المتوقعة خلال صيف 2020 م خلال وقت الذروة تقدر 550 ميجا وات ، العجز في الطاقة في حال إجراء الصيانة اللازمة 242 ميجا وات ، وفي حين لم تتم الصيانات اللازمة 397 ميجا وات ، إجمالي الطاقة المطلوب توفيرها 250 ميجا وات خلال فترة الصيف من إبريل حتى أكتوبر 2020 م ، عدم دخول محطة بترو مسيلة للخدمة خلال الصيف القادم يستدعي شراء طاقة .

محطات مركزية خارج الجاهزية الآن وهي :

١) المحطة القطرية 60ميجا وات خارج الجاهزية الآن بسبب تحطم بعض أجزائها الداخلية بقلب التوربينين بسبب رداءة وقود الديزل ونسبة المياه المرتفعة بالوقود أدى لصدا وتاكل الأجزاء الداخلية وتوقف المحطة نهائيا ، وتحتاج 5 مليون دولار لشراء قطع الغيار اللازمة وإعادة تشغيلها .

2) خروج محطة الحسوة البخارية عن العمل بسبب نفاذ وقود المازوت منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وفقدان أكثر من 50 ميجا وات من القدرة التوليدية .

3) محطة شاهيناز ( إسعافية ) بخورمكسر التي أشترتها دولة الإمارات العربية المتحدة بقدرة 40 ميجا وات ومنحتها لكهرباء عدن ، إنحسرت القدرة التوليدية إلى 5 ميجا وات بسبب عدم توفر قطع الغيار وإجراء الصيانة العمرية اللأزمة ، محطة حجيف 10 ميجا وات أشترتها الإمارات ومنحتها لكهرباء عدن ، إنحسرت القدرة التوليدية إلى 3 ميجا وات لنفس السبب السابق .

4) محطة ملعب 22 مايو بالشيخ عثمان 40 ميجا وات التي أشترتها دولة الإمارات العربية المتحدة لكهرباء عدن ، إنحسرت القدرة التوليدية إلى 13 ميجا وات بسبب عدم توفر قطع الغيار وإجراء الصيانة العمرية اللأزمة .
5) تعثر الشركة الأوكرانية بصيانة وتأهيل غلايات محطة الحسوة البخارية الست وعدم إلتزامها بالمدة التي حددت 6 أشهر وها نحن تدخل العام الثالث دون إحراز أي تقدم بالمشروع .

نحمل الحكومات المتعاقبة مسؤولية إنهيار محطات توليد الكهرباء في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة وغيرها بسبب المماطلة والتسويف بشراء قطع الغيار والزيوت والفلاتر وعدم إجراء الصيانة العمرية اللأزمة منذ سنوات ، كل ذلك يصب بمصلحة شركات الطاقة المشتراة ولوبي الفساد .