الاستثمار في اسم حسن باعوم
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
بدا واضحا ان تحالف الحرب على الجنوب لم يصبهم الياس من محاولة تفكيك الصف الجنوبي من خلال استحضار الوسائل والمكونات التي من شانها صناعة المزيد من الازمات والمواجهات والتجاذبات الجنوبية - الجنوبية التي من شانها تتويه الجنوبيين عن القضية الرئيسية المتعلقة باستعادة الجنوب لارضه وحقه في تقرير مصيره وإشغالهم بصغائر لا تخدم إلا أعداء الجنوب.
شخصيا شعرت بالسعادة لظهور الاستاذ المناضل حسن باعوم وإلقائه كلمته المتلفزة امام مؤتمر مجلس الحراك الثوري الجنوبي بعد ان اشاع البعض نبأ وفاته المكذوب.
وكنا نعتقد ان انعقاد مؤتمر لمكون مهم في الحراك الجنوبي يعد مؤشرا إيجابيا يمكن ان يساهم في بلورة المزيد من الوضوح في المواقف السياسية لمعاني وابعاد القضية الجنوبية.
لكن ما يثير التساؤل هو إن المؤتمرين وبدلا من التركيز على مواجهة تحالف ١٩٩٤م الذي دمر وألغى الدولة الجنوبية وحول الجنوب من شريك بالمناصفة في الدولة اليمنية إلى غنيمة حرب بيد منتصري ٧/٧ وبدلا من التنديد بالغزو الثاني للجنوب في العام ٢٠١٥م وما ألحق بالجنوب والجنوبيين من قتل وتشريد وتدمير وتهجير، راح يكيل الاتهامات والشتائم للتحالف العربي الذي كان شريكا في إلحاق الهزيمة بتحالف الغزو في ٢٠١٥م وقدم في سبيل هذه الغاية الكثير من الدماء والارواح والاموال والعتاد ، ولم يساوي المؤتمرون فقط بين التحالف العربي وبين غزاة ٢٠١٥م بل لقد اغفلوا الحديث عن هذا الغزو ولم يشيروا ولو بكلمة واحدة إلى هذا الغزو وهؤلاء الغزاة وما الحقوه بالجنوب من خراب ودمار، في حين اتهم دول التحالف ممثلة بالشقيقتين السعودية والإمارات بأنهما دولتا احتلال وغاب الحديث عن المشروع الفارسي وممثليه في اليمن (الحوثيين) مما يجعل المؤتمر مجرد وسيلة لإرباك المشهد السياسي في الجنوب وخلق مزيد من العراقيل التي تستهدف محاولة التشويش على ما حققته القضية الجنوبية من تقدم على الصعيدين المحلي والإقليمي.
مؤتمر حراك باعوم لا يعدو ان يكون مجرد استثمار مقيت ودنيء في اسم المناضل الوطني الكبير حسن باعوم وتسخير اسمه الكبير ودوره التاريخي لخدمة مشاريع مشبوهة لا يمكن ان تصب إلا في خدمة المشروع الإيراني في اليمن والبحث لحكم الملالي عن موطئ قدم في الجنوب بعد ان مرغه الشعب الجنوبي في وحلهزيمته المنكرة في العام ٢٠١٥م
سينفض السامر بمجرد انتهاء الزفة وسيبقى محبو حسن باعوم يتذكرون مواقفه العظيمة قبل ان يتعرض لاختطاف المتسلقين والطفيليين متحسرين على الزمن الذي كان فيه باعوم صورة من صور البطولة الريادة والاستبسال.
بقيت الإشارة فقط إلى أن الذين يتحدثون عن احتلال دول التحالف للجنوب قد تعمدو تجاهل ان المطالبة برحيل قوات التحالف من الجنوب لن يؤدي إلا إلى عودة تحالف ٩٤م لاحتلال الجنوب من جديد هذا إن لم يكونوا قد فعلوها تعمداً وقصداً
والله وحده أعلم بما تخفي الصدور.