محتجون عراقيون يواصلون التصعيد بإغلاق الطرق في بغداد
أغلق المحتجون العديد من الطرق في جنوب العراق بالإطارات المشتعلة واشتبكوا مع الشرطة في بغداد، اليوم الأربعاء، للضغط من أجل الإطاحة بالحكومة و“اقتلاع جذور الفساد المستشري“ على مستوى المسؤولين.
وفي البصرة، عاصمة النفط بجنوب العراق، قال شاهد: إنّ ”المتظاهرين منعوا الموظفين الحكوميين من الوصول إلى العمل بإقامة حواجز من الخرسانة تم طلاؤها لتصبح مثل نعوش أقاربهم الذين قتلوا خلال الاضطرابات المستمرة منذ أسابيع“.
وقتلت قوات الأمن المزيد من المتظاهرين بالرصاص الليلة الماضية، فيما استخدمت الذخيرة الحية في مدينة كربلاء جنوبي بغداد، وقتلت اثنين من المحتجين.
وقالت الشرطة ومسعفون: إنّ ”محتجًا توفي بالقرب من البصرة متأثرًا بإصابات بأعيرة نارية، مما يرفع عدد القتلى منذ بدء الاضطرابات في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر إلى 344 قتيلًا في أنحاء البلاد“.
وقال علي ناصر، وهو مهندس عاطل عن العمل عمره 28 عامًا: ”في البداية كان مطلبنا الإصلاح ومحاربة الفساد“، مضيفًا: ”لكن بعد أن قتلتنا الحكومة وسالت دماء الشباب السلمي.. لن نرجع قبل إسقاط هذه الحكومة والطبقة الفاسدة التي تتحكم بنا“.
ولم تصل إصلاحات الحكومة إلى أكثر من توفير بضع وظائف بالدولة للخريجين ومقررات مالية للفقراء، ووعود ضبابية بإصلاح انتخابي بالكاد بدأ النواب مناقشته.
وقالت علياء (23 عامًا) والتي تدرس الطب: ”الإصلاحات مجرد كلام. نريد أفعالًا. أمضينا 16 عامًا من الكلام دون أفعال. تعرضنا للسرقة طوال 16 عامًا“.
وتمثل الاحتجاجات الكبيرة والسلمية بالأساس في العراق التحدي الأكثر تعقيدًا للطبقة الحاكمة التي يهيمن عليها الشيعة، وتدير مؤسسات الدولة وشبكات من المحسوبية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام 2003.
ويقول المحتجون، وهم شبان أكثرهم من الشيعة: إنّ ”السياسيين فاسدون“ ويتهمونهم بالمسؤولية عن إخفاق العراق في التعافي من عقود من الصراع والعقوبات، بالرغم من عامين شهدا هدوءًا نسبيًا بعد هزيمة تنظيم ”داعش“ المتشدد.
وعبر رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، في اجتماع لمجلس الوزراء بثه التلفزيون في وقت متأخر يوم الثلاثاء، عن قلقه إزاء العنف والخسائر المالية الناجمة عن الاضطرابات، لكنه اتهم مخربين لم يحددهم بالمسؤولية عن الأضرار.
وقال إنّ قتلى سقطوا بين المحتجين وقوات الأمن، كما أصيب عدد كبير واعتقل الكثيرون، مضيفًا أنّ ”السلطات تحاول تحديد الأخطاء التي ارتكبتها قوات الأمن وهي تحاول إخماد الاحتجاجات“.
وذكر أنّ ”إغلاق الموانئ كلف الدولة مليارات الدولارات وتم إحراق الكثير من المباني“.
وأوقف المحتجون مرارًا حركة المرور إلى الميناء الرئيسي للسلع بالعراق القريب من البصرة هذا الشهر، وحاولوا حصار البنك المركزي في بغداد عازمين على ما يبدو على تعطيل الاقتصاد بعد فشل المطالبات بإقالة الحكومة.
وتتحرك الحكومة ببطء عند تنفيذ أي نوع من التغيير.
ولم يصادق البرلمان بعد على أي وعود بالإصلاح الانتخابي وبإجراء انتخابات عامة مبكرة، والطبقة السياسية متحدة في وجه أي تحدٍ كبير لقبضتها على السلطة.