يا حسرتي عليكم يا عمال المصفاة!
علي ثابت القضيبي
- العمل المجتمعي التّطوعي
- المصفاة وإذا إفترضنا هذا صحيحاً !
- عودوا رتبوا بيتنا من الداخل
- المفخّخات السياسية في جنوبنا
- يكاد الأسبوع الأول من ديسمبر أن ينقضي، وعمال المصفاة لم يستلموا مرتباتهم بعد، ومندوبو متابعة المرتبات تمّ طردهم من أمام بوّابة وزارة المالية، والسبب أنهم لم يقدموا بيانات بإيرادات المصفاة، وكذلك لم يقدموا كشوفاتٍ متكاملة بكل الموظفين - كما في كل مرة - وبالقطع العمال الآن يُقلمون أظافرهم قلقاً ويبحلقون بعيونهم ميمنة وميسرة، وبالتأكيد لسان حالهم يقول: وكيف الخاتمة؟!
- لقد أثخنَ الحوت أحمد العيسي المصفاة بالضربات المؤلمة، وكانت هراواته في الداخل مديرها (البكري) ومُغتصب نقابتها (المسيبلي)، وطبعاً شاركهم طابور من المتمصلحين بالفُتات من المال، أو بسفريّةٍ للعلاج في الخارج وخلافه، ولذلك هي عبارة عن كومة خردة الآن، ومهما حاول البعض أن يُزين الوضع، أو حتى أن يرسم ملمحاً متفائلاً لإعادة تشغيلها وهي بوضعها الحالي وإدارتها الحالية، فحتّى كادرها المؤهل قد أُحيل للتقاعد، وليس هناك بديل!
- العجيبُ، أنّ كل ذلك جرى على مرأى ومسمع من كل عمال المصفاة، ولم يتحرّك منهم بِحميّة إلا مجاميع محدودة من القلقين على المصفاة ومستقبلها وحسب، وهؤلاء تمّ القرعُ على رؤوسهم وبقسوةٍ من الإدارة، وطبعاً بمشاركة النقابة الموالية لها! فتمّ تحييدهم فيما يُشبهُ الفصل من العمل، وإبقاؤهم جانباً يستلمون فقط فُتات مرتباتهم الأساسية بدون أي علاوات أو حوافز أو امتيازات، ولا حتى الدخول إلى سور المصفاة.. وبكل أسف كان الكل يتفرّج ولا يُبدي حتى مجرّد التعاطف مع هؤلاء الرجال المقموعين!!
- الذي يُثير حيرتي وانتباهي، هو لماذا تصمت طوابير المتقاعدين في المصفاة؟! سواء القدامى منهم أو المستجدين.. فكل هؤلاء الآن لا يستلمون إلا صافي مرتباتهم الأساسية وحسب، أي مثلهم مثل الموظفين المقموعين من الإدارة، ولكن الإدارة لم تُسوِّ وضعها القانوني مع الضمان الاجتماعي، ولذلك يظل هؤلاء مُعلّقين في استلام مرتباتهم مثل عمال المصفاة! فكيف يقبلون بهذه الوضعية الشاذة؟! وبافتراض أن المصفاة ذهبت في المشمش بحكم أوضاعها الرّثة اليوم، فهل هم يقبلون بأن يذهبوا معها هباءً، وهذا بعد كل خدماتهم الطويلة، وبعد كل الاستقطاعات التي استقطعت عليهم للضمان؟! هذا وضع لافت ومثير للغرابة بسبب صمت هؤلاء المتقاعدين.
- مشكلة إيرادات المصفاة (الخزن - رسوم الرسو - تأجير القاطرات البحرية .. إلخ) لا يمكن أن تفصح عنها إدارة المصفاة لوزارة المالية مطلقاً، وخصوصاً بالنسبة للإيراد الرئيسي وهو الخزن، لأن الاتفاقية الخاصة بهِ وهي مع الحوت العيسي هي اتفاقية جائرةٌ وبكل المقاييس، وقد تمت بطريقة مكولسةٍ ولم يُفصح عنها لأحد!! حتى كشوفات المرتبات، والكل منّا يعرف اليوم أنها تحوي طوابير من كبار شيوخ الشمال وكبار العسكريين، بل حتى من الفنانين والصحفيين وغيرهم! وستظل هذه عقبةٌ أمام المصفاة ووزارة المالية المُلزمة بالمطالبة بهذه البيانات من أي مرفق يُفترض أنه إيرادي.. والآن بعد توقيع اتفاق الرياض سوف يزدادُ الوضع سوءًا على إدارة المصفاة، لأنها لن تستطيع التملص كدأبها في الفترة المنصرمة بدون شك.
- بالمناسبة، الفرمان الرئاسي بتحميل الموازنة لعبء مرتبات عمال المصفاة، هو صدر لستة أشهر فقط، وذلك قاله مدير المصفاة بنفسهِ في منشورٍ إداري له! والآن للأمر سنة وأكثر أيضاً! مع أنه من اللافت أن المصفاة كانت هي ووزارة الثروة السمكية في دولتنا الجنوبية تتحملان ما نسبته 80 % من الموازنة، واليوم المصفاة تشحذُ مرتباتها! ومع ذلك يظل التّعويل على من تبقى من ذوي الدماء الحية في المصفاة للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه فيها، وأيضاً لانتشالها من وضعها وإعادتها كما كانت عليه في سابق عهدها.. فهل نأمل؟! نتمنّى ذلك.