تهديدٌ يسبق العاصفة.. هل يشتبك الحوثيون مع كبرى قبائل ذمار؟
أقحمت المليشيات الحوثية نفسها في مواجهة كانت في غنى عنها، مع أكبر قبيلة بمحافظة ذمار، خلال الأيام القليلة المقبلة.
قبيلة الحداء، وهي كبرى قبائل محافظة ذمار، هدَّدت بالتصعيد مع الحوثيين، وذلك بعدما اختطفت المليشيات اثنين من أبرز شخصيات هذه القبيلة.
وكانت مليشيا الحوثي قد اختطفت قبل أيام، العميد نبيل علي القرس الكميم، من صنعاء ولا يزال مصيره مجهولًا، كما اختطفت عبد الجليل عبدالله الكميم من أمام منزله بعد الاعتداء عليه، لأسباب مجهولة.
ردًا على ذلك، أصدرت القبيلة بيانًا، تداوله مغرّدون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قالت فيه إنّ الاعتقالات السياسية وتلفيق التهم تؤثر على التماسك الداخلي، وأضافت أنَّ "هذه الاختطافات والاعتقالات تهدف إلى تحقيق إنجازات أمنية وهمية على حساب شخصيات وطنية بقصد بث الرعب والخوف في قلوب المجتمع"، على حد تعبيرها.
يمكن وصف هذه المرحلة بأنّه هدوء قد يسبق العاصفة، فيما يتعلق باحتمالية اندلاع مواجهات بين الحوثيين وعناصر هذه القبيلة، في وقتٍ ربما تراه المليشيات غير مناسب، في ظل تضييق الخناق عليها في أكثر من جبهة، وخسائرها في ميادين عديدة، سواء في عناصرها الذين يسقطون قتلى وجرحى أو حتى الأسلحة التي تُصادر منها.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحتد فيها الخلافات بين الحوثيين والقبائل، ففي مطلع الأسبوع الجاري، اندلعت مواجهات بين رجال من قبيلة سنحان وعناصر حوثية في وادي الاجبار ـ بيت السراجي، عقب قيام عناصر المليشيات باقتحام قرية الحائط، بسبب إحياء ذكرى مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ودفعت المليشيات الحوثية بنحو 40 طقمًا إلى القرية، أعقبها نشوب مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل تسعة من عناصر المليشيات وجرح 41 آخرين.
يتزامن كل ذلك مع مخاوف كبيرة تنتاب المليشيات من اندلاع احتجاجات ضدها، في ظل المآسي الكبيرة التي يعيشها السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفي الفترة الأخيرة، اتخذت المليشيات الحوثية إجراءات شديدة القمع في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بغية وأد أي احتجاجات ضدها، على غرار المظاهرات التي تسود في العراق ولبنان وإيران.
وشدَّدت المليشيات من إجراءاتها الأمنية على مداخل صنعاء، ونشرت نقاط تفتيش في الحارات، واستخدمت أسلوب الترهيب عبر وسائل الإعلام التابعة لها؛ تحسبًا لأي مشاركة في مظاهرة أو تجمع أو مسيرة، سواء كانت مطلبيةً أو سياسية.
وشدَّدت المليشيات من إجراءاتها الأمنية على مداخل صنعاء، ونشرت نقاط تفتيش في الحارات، واستخدمت أسلوب الترهيب عبر وسائل الإعلام التابعة لها؛ تحسبًا لأي مشاركة في مظاهرة أو تجمع أو مسيرة، سواء كانت مطلبيةً أو سياسية.