اختفاء حمزة الحوثي.. قيادي بالمليشيات ذهب في غياهب صراعات الأجنحة
لأنَّ الحوثيين عبارة عن فصيل إرهابي تحكمه "المليشياوية" لا يهمه إلى جني والأموال والنفوذ، فإنّ عناصر بارزة بهذا المعسكر يدفعون ثمن ذلك بسبب خلافات حادة فيما بينهم، فيما يتعلق بصراعات الأجنحة.
أحد ضحايا صراعات الأجنحة الحوثية، وربما أشهرهم هو حمزة الحوثي، ذلك القيادي الذي تصدر لفترات طويلة وسائل الإعلام الحوثية, وكان ضيفًا شبه دائم في وسائل الإعلام الإيرانية، كما كان عضوًا في فريق الحوثي المفاوض في جنيف, إلا أنّه اختفى منذ أكثر من عام.
وفيما لم تعلن المليشيات شيئًا بشأن هذا القيادي، الذي من المؤكد أن يثير اختفاؤه تساؤلات عديدة، فقد كشفت مصادر "المشهد العربي " أنّ القيادي الحوثي وقع ضحية صراع الأجنحة على النفوذ والسلطة رغم قربه من زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي, وهو ما يكشف عن قوى خفية تدير مليشيا الحوثي وتتحكم بها.
بداية تهميش حمزة الحوثي جاءت عندما دخل في خلافات مع رئيس وفد الحوثيين للمفاوضات محمد عبد السلام حول الشركات النفطية التي أنشأها عبد السلام والحصول على النفط الإيراني بشكل مجاني, واستحواذه على التمويل الخاص بشبكة قناة المسيرة التي تبث من لبنان وإصداره قرارات بمنع قيادات حوثية من الظهور في القناة.
وبحسب المصادر، فقد طرح حمزة الحوثي أكثر من مرة، أنَّ قناة المسيرة أصبحت تابعة لمحمد عبدالسلام وليس لجماعة الحوثي.
واستطاع عبد السلام بما يملكه من علاقات مع إيران ونفوذ داخل المليشيات، فصل حمزة الحوثي من الفريق المفاوض واختيار عبدالملك العجري بدلًا عنه، كما جرَّد حمزة من كافة صلاحياته, وصولًا إلى وضعه قيد الإقامة الجبرية.
المصادر تؤكد أيضًا أنَّ هناك قيادات حوثية كثيرة أصبح ممنوعًا عليها الظهور الإعلامي، حيث أجبرت على حذف حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي, بينهم القيادي البارز صالح هبرة الذي كان رئيسًا لفريق الحوثيين في مؤتمر الحوار, غير أنَّ انتقاده لفساد بعض القيادات, أدى إلى نفيه في صعدة وجرد من كافة صلاحياته وامتيازاته.
هذه المعلومات الخطيرة تكشف عن بلوغ صراعات الأجنحة الحوثية مرحلة متقدمة للغاية، ما يبرهن على تآكل المليشيات من الداخل، وهو ما ينذر بانهيارها في أي وقت.
وكثيرًا ما يتم الكشف عن صراعات تنخر في هيكل المليشيات، ففي وقتٍ سابق من الأسبوع الجاري قتل ثلاثة قيادات من مليشيا الحوثي في محافظة ذمار، وفيما لم يُعلن عن السبب في مقتلهم إلا أنّ مصادر محلية رجَّحت أن تكون الواقعة ضمن التصفيات داخل أورقة المليشيات.
وقتل الحوثيون الثلاثة برصاص مسلحين مجهولين دون أن تكشف المليشيات عن كيفية مصرعهم أو المكان الذي تمّت تصفيتهم فيه، ومن بينهم قيادي يكنى بـ"أبو صالح"، وآخر يكنى بـ"أبو زيد"، بينما لم يتم التعرف عن كنية القيادي الثالث.
صراعات الأجنحة تندلع بين قادة المليشيات في أغلب الحالات بسبب خلافات على الأموال والنفوذ، حتى أصبحت هذه أحد أهم الأسباب التي تنذر بانهيار معسكر الانقلابيين.
وضمن حلقات هذا الصراع أيضًا، أعاد محمد الحوثي سيطرته على ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية الذي شكله القيادي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى بديلًا عن الهيئة العليا لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، في إطار الصراع بين القياديين الحوثيين للاستحواذ على مشروعات المنظمات الدولية والأموال المرصودة لها.
وقالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ القيادي النافذ محمد الحوثي, فرض عبدالمحسن الطاووس رئيسًا للمجلس الذي شكله المشاط, في وقت كان الأخير ينوي تعيين شخص موالٍ له.
واتهم المشاط مدير مكتبه أحمد حامد، الموالي لمحمد الحوثي بالفساد والتآمر معه للاستحواذ على المجلس الذي شكله بديلا عن الهيئة.
وكشفت المصادر أنَّ المشاط دفع أعضاءً في "برلمان المليشيات" الذي يعقد جلساته غير مكتملة النصاب في صنعاء, لإثارة موضوع تشكيل المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية كونه غير دستوري والمطالبة بحله, والهجوم على مدير مكتبه أحمد حامد، الشهير بأبو محفوظ، الذي يرأس أكثر من هيئة حوثية تأسست خارج إطار الدستور بما فيها هيئة الزكاة التي تمتلك مئات المليارات في حساباتها البنكية.