مخاوف من هبّة إلكترونية.. تضييق حوثي على شبكات الإنترنت
تواصل المليشيات الحوثية استهداف "الإنترنت" ضمن مخاوفها الهائلة من اندلاع احتجاجات ضدها، على غرار المظاهرات التي شهدتها إيران والعراق ولبنان.
ففي خطوة حوثية جديدة، أطلقت وزارة الاتصالات التابعة لحكومة المليشيات "غير المُعترف بها"، حملةً واسعةً لإزالة شبكات الواي فاي الخاصة بالإنترنت في عددٍ من المناطق خارج صنعاء.
وبررت وزارة الاتصالات الحوثية ما تقوم به بأنّ هذه الشبكات غير قانونية وخطيرة على خدمة الإنترنت والاتصالات.
وتزامنت التحرُّكات الحوثية مع إعلان أصدره معهد الاتصالات التابع لذات الوزارة بتركيب وتشغيل شبكات الواي فاي أو ما يعرف بشبكة "الكروت"، حيث اعتبر الإعلان أنَّ مثل هذه الشبكات تساعد أصحابها على اكتساب مهنة جديدة.
وقال مصدرٌ في النقابة الوطنية للشبكات لـ"المشهد العربي"، إنَّ وزارة الاتصالات حذفت الإعلان بعد ساعات من وضعه على موقع معهد الاتصالات.
وأضاف المصدر أنَّ وزير الاتصالات الحوثي مسفر النمير يعمل بشكل انتقامي ضد أصحاب الشبكات بعد إثارتهم لموضوع الجرعة السعرية التي أقرها مؤخرًا في خدمة الإنترنت، لافتًا إلى أنّ الوزير الحوثي يحمل النقابة المسؤولية عن حملة التهكم والسخرية الواسعة التي طالته مؤخرًا بعد تصريحات قال فيها إنّ "العالم يقتصد باستخدام الانترنت ولا يستخدمها بتبذر مثل اليمنيين".
وشدد المصدر على أنَّ دوافع الوزير الحوثي ضد الشبكات شخصية ولاعلاقة لها بالقانون، فيما قال مصدر آخر إنّ مليشيا الحوثي تخشى من الاستخدام الواسع لشبكات الواي فاي وسط العامة من الناس، كونها تعتبرها وسيلة للتحريض ضدها.
هذه الخطوة الحوثية تزامن مع تحرُّك آخر، حيث توسَّعت المليشيات في التجسُّس على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك عبر تطبيق جديد لـ"يمن موبايل"، يدعى "ريال موبايل"، وذلك لخدمة حكومة الحوثيين.
وحذّر مهندس اتصالات، رفض الكشف عن هويته، وفي حديثٍ لـ"المشهد العربي"، من خطورة تطبيق جديد تروج له شركة يمن موبايل لخدمة مليشيا الحوثي باسم ريال موبايل، وقال إنَّ تطبيق "ريال موبايل" يظل خطيرًا على كل من يقوم بتنزيله لأنه يحمل من خارج سوق جوجل بلاي، موضّحًا أنَّ التطبيق لا يلتزم بأدنى معايير الخصوصية.
بالتزامن مع ذلك، أقدمت المليشيات على خطوة أخرى، حيث وجّهت وزارة داخلية الحوثيين بمصادرة جميع أجهزة المايكرويف الخاصة بأصحاب الشبكات، ما اعتبره مراقبون خطوة تمهيدية لمنع الإنترنت في صنعاء.
وحدَّدت الوزارة الحوثية عددًا من الإجراءات سيتم اتخاذها ضد تجار شبكات "الواي فاي"، ومنها مصادرة الأجهزة الموجودة وتوجيه الجمارك بمنع دخول أي أجهزة.
وفي حين طالبت التوجيهات الحوثية البنوك ومحلات الصرافة بعدم التعامل مع هذه الشبكات، موجهة في الوقت ذاته أجهزة الأمن بإلزام تلك الشبكات بتنفيذ أوامر وزير الداخلية الحوثي، وهو ما دعا نقابة شبكات الإنترنت إلى إصدار بيان، أعلنت فيه رفضها للإجراءات التي وصفتها بأنها تعسفية وغير قانونية.
وكانت مؤسسة الاتصالات - الخاضعة للحوثيين - قد رفعت أسعار الإنترنت لأكثر من 130%، الأمر الذي دعا أصحاب الشبكات للاحتجاج وتنفيذ اعتصامات وإضرابات منذ حوالي شهر تقريبًا، كما سعت لإغلاق الإنترنت ومنعه من قرى ومديريات الطوق بمحافظة صنعاء وأيضًا محافظة المحويت لكونه يفسد الشباب ووسيلة من وسائل الحرب الناعمة التي تتحدث عنها المليشيات.
وأصبحت التخوُّفات من اندلاع احتجاجات هو الهاجس الأكبر الذي ينتاب المليشيات الحوثية في الفترة الأخيرة، واتضح ذلك في الخطوات التي يُقدِم عليها الانقلابيون بشكل يومي تقريبًا.