لنضع الأصبع على الزناد

كرجلٍ أتعاطي مع القلم والكلمة، مِن المُفترض ألا تتضمّن طروحاتي ما يُشيرُ إلى الدّعوة الى إراقة الدماء وخلافه، لكنّ الدفاع عن النّفس حقٌ مشروعٌ، وهذا كَفلته كل الأديان السّماوية وقوانيننا الوضعيّة، وما يظهرُ على الأرض بالنسبة لجنوبنا اليوم، تحديداً بعد توقيع اتفاق الرياض، فكل شيء يُشيرُ إلى أنّ أُمراء الحرب في الشّرعية - الإخوان المُسلمين ومَن في فلكهم - عاقدين العزم على إعادة تفجير الموقف، والمؤسف أنّ هذا يحدثُ بِنظَرِ رُعاة الاتفاق ومن معهم!.
حتّى اليوم، تمييعُ الشرعية في تنفيذِ بنود اتفاق الرياض واضحٌ للكل، وما يجري على الأرض مُخالفٌ تماماً لهذا الاتفاق! أي بدلاً من سحبِ القوات وإعادتها إلى مواقعها السابقة في مأرب يجري المزيد من التّحشيد، والمُذهل أنّ في خطاب الشّرعية ما يُشيرُ صراحةً إلى أنّ هذه ميليشياتٍ ولا تأتمرُ بأوامرِ السلطة الشرعية! إذاً هل مأرب وما يسمّى بالجيش الوطني للشرعية الذي تمّ تسليحه لسنواتٍ من التّحالف، هل هي تتبع الشّرعية وتأتمر بأمرها أو تتبع ميليشياتٍ نزلت من الفضاء؟! هنا أشعرُ يقيناً أنّ فخامة الرّئيس عبدربه مَغلول اليدين تماماً أمام رِفقته الأخوان المسلمين في الشّرعية!.
لقد قُلنا مِراراً ونُعيدها هنا، أنّ حزب الإصلاح/ الأخوان المسلمين حزبٌ جهنّمي، وهو تنظيمٌ هلاميٌ مطّاطي المَسلكِ والتّكوين، وهذه عقيدة الكيان الأم (التنظيم العالمي للإخوان المسلمين)، فهم من الممكن أن يكونوا حُكاماً في السلطة - حُكاماً مُطلقين أو في ائتلاف - ولكن لهم أَذرعاً وأجنحةً تعمل ضدّ هذه السلطة حيث ما لا يعجبهم أو لا يتوافق ورؤيتهم، وانظروا اليوم إلى ما يفعله كهنة هذا الحزب كالمجرم الدّموي علي محسن الأحمر، والمقدشي، والعليمي مدير مكتب الرئيس.. فهم مع السلطة الشرعية ويتحرّكون خارجها بميليشياتهم!.
ما يحز في القلب أنّ إخوتنا في المملكة (رُعاة الاتفاق) يرون كل هذا ولا يحركون ساكناً! رُغم أنّ للمملكة حضورها وجبروتها في كل الاتفاقيات التي رَعتها في بلدانٍ عربيةٍ أخرى، ولِلعلم - وهذا بالنسبة لي - فهذا يُثيرُ الكثير من المخاوف والشّكوك؛ بل وأسمعُ هذا كثيراً في شارعنا الجنوبي ومن ناسٍ لهم حُضورهم وثِقلهم..
اليوم أيضاً، يُحشدُ المدعو حمود المخلافي بدعمٍ قطري تركي، وهذا بالقطعِ بِعلم ومُصادقة الجنرال الدّموي علي محسن، فهو يحشدُ في منطقة يفرس بتعز الآلاف وتحت مُسمّى حشد شعبي! أي على طريقة ومُسمّى حشد شيعة العراق! وهذا تفخيخ وتلغيم للمنطقة بالمزيد من ميليشيات القتل والدّمار، وبالقطع هذا بَلَغ أشقاءنا في المملكة والتّحالف.
هنا أقولُ لإخوتي الجنوبيين جميعاً وبدون استثناءٍ: يا إخوتي! لِتكن أصابعنا على الزناد؛ أي أن نكون على استعدادٍ تامٍ للدفاع عن جنوبنا حتّى آخر جنوبي فينا.. فما يجري غير مطمئن مطلقاً، وعلى قيادتنا في الانتقالي أن تُتابع كل ما يدور بحرصٍ ويقظةٍ، كما وعلينا جميعاً أن نَدَع لُغة التّفريق والتّخوين والتّرصّد الغبي الذي يغلبُ على بعضنا، فكلنا اليوم في نفس الخندق، وكُلنا جنوبيون وسنتَحوّل إلى عبيدٍ أذلّاء فيما إذا كسرونا هذه المرّة، حتّى مَن اصطفّ في صفّهم وتخندق في خندقهم، واستفيدوا من درس الأمس القريب، وما حدث لمن وقف ضدّ جنوبه وأرضه بعد حرب 1994م ماثلٌ للعيان ولم يُمحَ بعد.. أليس كذلك؟!.