الإخوان والأجندة الشيطانية

مَن يُتابع الإعاقات المُتعمدة لإفشال اتفاق 5 نوفمبر الفارط، بالقطع سوف يَخلص مباشرةً إلى أنّ جناح الإخوان المُتأسلمين في الشّرعية هُم وراء ذلك، فهمُ أفصحوا مبكراً عن رفضهم وقَبل أي حوارات في جَدّة، ولاحقاً في التّلكؤ في التّوقيع الذي تأجّلَ ومِراراً بسببهم، ولا نَغفلُ تصريحاتهم النّارية خِلال المفاوضات، لكنهم اليوم كشّروا عن أنيابهم علانيّةً برفض الالتزام بما اتفق عليهِ!

ــ بالمناسبة، اتفاق الرياض لم يُقدم ما يطمح إليهِ شعبنا الجنوبي وقيادتنا بالنسبة لقضيتنا الجنوبية العادلة والمشروعة، ومَن حَمل راية التّفاوض من قيادة مجلسنا الانتقالي يدركون هذا جيداً، ولكن من حنكتهم وأخلاقياتهم وتفهمهم الموضوعي لظروف اللحظة الرّاهنة، وكذلك لظروف المنطقة عموماً، وبينها ما يُعني إخوتنا في التّحالف وشركاءنا في كُل ما نحن فيه معاً اليوم، لذلك قبلوا بما خرجت بهِ هذه المُباحثات، وهُم أحسنوا عملاً بهذا المسلك العقلاني المُتّزن ولاشك، حتّى وإن كان دون مستوى الطموح..

ــ لقد قُلنا جميعاً قبل: إنّ صِبيان كُهوف مرّان (الحوثيين) يُنفذون الأجندة الإيرانية في المنطقة.. وهذا واقعي، لكنّ الدّاهية الكُبرىٰ أنّ حزب الإصلاح/ الإخوان المتأسلمين، ونقولُ هذا لِمَن يظن أو يفترض أنّ حزب الإصلاح هو حزبٌ وطني، أو أنّه حزبٌ حريصٌ على البلاد وتطورها وسلامتها".. إلخ، كلّا، فهذا الحزب يُنفذُ أجندة وأوامر التّنظيم العالمي للإخوان للمسلمين، وهي إمّا بالسيطرة والإطباق على البلاد وحكمها، وطبعاً وفقاً لأهواء وتطلعات التنظيم العالمي للإخوان ومُخطّطاته، وإمّا إشعال الحرائق فيها وتدميرها، وهذا نُعايشهُ جلياً في بُلدانٍ عربيةٍ عِدّة اليوم، وبعضها ما انفكّت تحترق حتى اللحظة.

ــ لذلكَ تتبدّى لنا اليوم وبوضوحٍ أذرع الأخطبوط الجهنّمي -التنظيم العالمي للإخوان- وهي تتحرّكُ في تخومنا، وهذه تُجسدها قطر وتركيا اللتان تتحرّكان علناً في المشهد هنا، والمثال: مَن يدعم حشود المخلافي في منطقة يفرس بتعز؟! ومن أين تأتي أوامر وتعليمات التعاطي مع كل ما يدور في جغرافيتنا؟! كما ولا عَجب أنّ عرّابي الإصلاح/ الإخوان المتأسلمين يتسكّعون في شوارع إسطنبول ويستثمرون في اقتصادياتها، ولا بأس بين الفينة والأخرى من زيارةٍ خاطفةٍ إلى قِبلتهم المُقدّسة في الدوحة!

ــ ما أستغربهُ، هو كيف دامَ التّوافقُ طوال كل هذه الفترة بين أطرافٍ في الشرعية والإخوان بأجندتهم الجهنمية المعروفة للكل؟! وحقاً وإن كان من الشرعية فاسدين وعابثين ونَهبوا كل خيرات البلاد.. وإلخ، ولكن يمكن افتراض أنّ فيهم شيئاً من الوطنية والحرص على عدم جر البلاد إلى التّدمير الكلي.. فكيف استمرّ هذا التوافق الذي هو على المحك اليوم ولاشك؟! وهذا ليس بالنسبة للشرعية وحسب، بل وبالنسبة لإخوتنا في الجوار، وخصوصاً الشقيقة المملكة راعية الاتفاق والضّامنة لتنفيذه، لأنّ الصّمت على ما يُخطط له الإخوان سيكون كارثياً، كما وكُلفتهُ ستطالُ الجميع هنا وفي المحيط وبدون استثناءٍ.. أليس كذلك؟!