قوة أبناء الجنوب تجبر الحوثي على تغيير خططه في الضالع

الاثنين 23 ديسمبر 2019 20:56:00
قوة أبناء الجنوب تجبر الحوثي على تغيير خططه في الضالع

ركزت المليشيات الحوثية على تنفيذ العمليات الإرهابية في الضالع بديلاً لتحريك الجبهات العسكرية في مواجهة القوات الجنوبية، وهو ما يبرهن على أن الإستراتيجية العسكرية الجنوبية نجحت في تحقيق الكثير من أهدافها، لتفقد المليشيات أعصابها وتحاول تحقيق الخسائر هنا وهناك بحثاً عن انتصارات زائفة.

وكشف استهداف المنظمات الدولية في الضالع على أن المليشيات المدعومة من إيران تحاول لفت الأنظار إليها بعد أن تعرضت للإخفاق على الجبهات، وأنها أرادت أن تثبت لطهران قدرتها على التحرك بما يضمن استمرار الدعم المقدم لها، وكذلك فإنها بعثت للمجتمع الدولي برسالة أنها لم تتلقى الهزيمة بعد، بما يوحي بقدرتها على إحراز تقدم عسكري.

ولكن بالنظر إلى ما يجري على أرض الواقع فإن جبهات الضالع شهدت على مدار الأيام الماضية انكسارات متعددة للمليشيات الحوثية بالرغم من حشد المزيد من العتاد والقوات إلى الجبهات الأمر الذي يبرهن على قوة أبناء الجنوب ونجاح خططهم العسكرية التي ضمنت التفوق لأبناء الجنوب بعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء المعارك.

وكشف الناشط السياسي، أحمد الربيزي، سر استخدام مليشيات الحوثي لأساليب الإرهاب الممنهج لاستهداف الضالع.

‏وكتب الربيزي، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تابعها المشهد العربي: "عندما هزمت الضالع مشاريعهم التآمرية، المتعددة من سلالية واستعمارية، لم تجد قوى الشر التي تجرعت الهزائم تلوى الأخرى إلاّ أن تستخدم أساليب الإرهاب الممنهج، لـ استهداف الضالع".

وتابع: "الضالع التي حجمت كل المتطاولين والمتكبرين لتعيدهم أقزام أمام صمودها، وبسالة رجالها لن يهزمها الإرهاب".

وقبل أيام وجهت القوات الجنوبية، ضربات موجعة، إلى مليشيا الحوثي في شمال غرب الضالع، دفعتها إلى حافة الانهيار التام، وكشف مصدر مطلع، عن فرار غالبية عناصر مليشيا الحوثي، جبهات القتال، بسبب تلقيها ضربات موجعة من قبل القوات الجنوبية في الأيام الماضية.

وبحسب المصدر، فشلت مشايخ المناطق، الخاضعة لسيطرة المليشيات في حشد أي مقاتلين لتدعيم صفوف المليشيا بسبب رفض المواطنين تنفيذ أوامرهم، ونشبت خلافات حادة بين قادة المليشيات ومشايخ تلك المناطق.

ولعل ما يبرهن على ارتكان الحوثي على العمليات الإرهابية، ما شهده أحد المجمعات التجارية في مدينة الضالع، بعد أن هاجمه مسلحين مجهولين، أمس الأحد، وبحسب مصادر مطلعة فإن مجهولون يستقلون دراجة نارية قاموا بإلقاء قنبلة على مجمع المطار التجاري، لافتة إلى أن انفجار القنبلة تسبب في تهشم واجهة المجمع، دون وقوع أي ضحايا.

ومن جانبها نددت دائرة حقوق الإنسان في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بالاعتداءات الإرهابية التي طالت مقار بالمنظمات الإنسانية العاملة في محافظة الضالع.

وأكدت دائرة حقوق الإنسان، في بيان لها، أمس الأحد، إن تلك الاعتداءات تعد عملاً إرهابياً وجريمة مكتملة الأركان تتطلب تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية والأمنية بمحافظة الضالع، داعيةً إلى سرعة إلقاء القبض ومحاكمة مرتكبي تلك الأفعال بما فيهم من قام بالتحريض عليها.

وقال بيان للدائرة إنها تابعت بأسف واستغراب بالغين الاعتداءات الإرهابية على مقرات لجنة الإنقاذ الدولية، ومنظمة أكتد، ومنظمة أُوكسفام، ولفت إلى أن تلك العملية تضر بمصالح المواطنين في محافظة الضالع الذين هم في أمسّ الحاجة لجهود هذه المنظمات الإنسانية.

وشدد على أن مثل هذه الأعمال الإجرامية ممنهجة ومدروسة، خاصةً وأنه سبق الاعتداء على منظمات أخرى منها منظمة أطباء بلا حدود وبرنامج الغذاء العالمي وجرى تنفيذها بأسلوب واحد.

وأشار إلى أن تلك الاعتداءات تستهدف حرمان الأهالي من المساعدات الإنسانية والإغاثية، وتقلق السكينة المجتمعية بين المواطنين، كما تمثل رسالة سياسية إلى المجتمع الدولي تندرج في سياق الحرب على الجنوب وتشويه صورته أمام العالم.

ودعا البيان جميع منظمات المجتمع المدني إلى إدانة تلك الأفعال الاجرامية، ورصد وتوثيق ما تتعرض له المنظمات الدولية من اعتداءات.