من السر إلى العلن.. ما الذي تغيَّر في العلاقات الحوثية الإيرانية؟

الخميس 26 ديسمبر 2019 02:40:04
من السر إلى العلن.. ما الذي تغيَّر في العلاقات الحوثية الإيرانية؟

تحوَّلت العلاقات الإيرانية - الحوثية إلى العلن، بعدما حرصت طهران طوال السنوات الماضية على إخفاء هذه العلاقات مع المليشيات، ضمن مخطط شرير يرمي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

ويومًا بعد يوم، تظهر على السطح تحركات معلنة تؤكد العلاقات بين إيران والحوثيين التي تستهدف التحالف العربي والنيل من أمن واستقرار والمنطقة.

والنظام الإيراني هو الوحيد على مستوى العالم الذي يعترف بالحوثيين، وهو أمرٌ اعتبرته صحيفة عكاظ السعودية غير مفاجئًا، على اعتبار أنّ طهران تتواصل مع المليشيات من أجل دعم مشروعهما التخريبي الطائفي.

وبرهن لقاء الناطق باسم المليشيات الحوثية محمد عبد السلام، مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على أنّ طهران لا تزال تُمثِّل عاملًا أساسيًّا لزعزعة الاستقرار في المنطقة، بدعمه للحوثيين ماليًّا وتسليحيًّا.

وأكَّدت الصحيفة أن المليشيات الحوثية هي أداة لتنفيذ أجندة إيران وخدمة مشروعها التوسعي في المنطقة، كما أنَّ هذه المليشيات تعد جزءًا لا يتجزأ من الفكر الطائفي.

وشدَّدت على أنَّ النظام الإيراني لم يكن يومًا ما حريصًا على إحلال السلام والأمن في اليمن ويواصل تحركاته الطائفية فيها.

وضمن أحدث العلاقات الحوثية - الإيرانية، فقد تمّ الكشف مؤخرًا عن توقيع الجانبين اتفاقًا عسكريًّا، وذلك خلال اللقاء الذي جمع سفير الحوثي لدى طهران إبراهيم الديلمي مع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي في طهران.

الاتفاق الذي يُمثّل صفقة رسمية بين الطرفين، حسبما كشف موقع "ميدل إيست مونيتور" الذي أشار أيضًا لما بثته وسائل إعلام المليشيات من تصريحات متبادلة بالإشادة بالتعاون المشترك بين الحوثيين وإيران.

وفي دليل آخر، رُصِدت ترتيباتٌ لضباط في الحرس الثوري لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة في البحر الأحمر، حيث تردَّد ضباط إيرانيون على مدينة 7 يوليو شرقي محافظة الحديدة، في إطار الترتيب لهذه العملية التي تقتضي الترتيبات لعملية يتبناها الحوثيون لاحقًا.

انتقال العلاقات الحوثية الإيرانية إلى العلن، جاء بعد سنوات من السرية على هذه العلاقات، لكنّ كانت تصدر اعترافات مبطنة من قِبل طهران، ومن ذلك ما صرّح به رئيس الأركان الإيراني محمد باقري - قبل أسابيع - بأنّ الحرس الثوري يُقدِّم خدمات استشارية لميليشيا الحوثي، وذلك في حوارٍ مع قناة "فونيكس" الصينية خلال زيارته لبكين.

في الحوار، حاول باقري أن ينأى بإيران عن مسؤولية إرسال الصواريخ والأسلحة إلى الحوثيين الذين تدعمهم طهران قائلاً إنّ اليمن محاصَر وكل الطرق إليه مسدودة، إلا أنّه عاد مرة أخرى لينكر إرسال إيران أسلحة إلى الحوثيين، واصفًا تلك المعلومات بـ"الكاذبة"، لكنه في الوقت نفسه قال إن بلاده تقدم الدعم الاستشاري والفكري للمليشيات.

وأضاف أنّ مسؤول القيام بذلك هو الحرس الثوري، فيما لم يوضح طبيعة الدعم الاستشاري والفكري (الآيديولوجي) للحوثيين، لكن إيران استخدمت في السنوات السابقة تسمية "الاستشاري" لوصف قوات فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري والميليشيات المسلحة التي تحظى بدعم لوجيستي من إيران.

وضمن العلاقات الإيرانية الحوثية، فقد كشفت الإدارة الأمريكية مؤخرًا، عن تواجد قيادي إيراني يُدعى عبد الرضا شلاهي في صنعاء، وقد كان المسؤول عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف شركة أرامكو السعودية، في سبتمبر الماضي.

شلاهي الذي وُصف بأنّه "سليماني صنعاء" في إشارة إلى قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، يترأس وحدة من الحرس الثوري تضم نحو 400 مقاتل في اليمن، وهي معززة بخبراء من حزب الله، وقد وصلوا إلى صنعاء من لبنان.