قراءة في الوثيقة المسربة.. الإصلاح يغرس المخططات التركية باليمن

الخميس 26 ديسمبر 2019 14:07:00
قراءة في "الوثيقة المسربة".. الإصلاح يغرس المخططات التركية باليمن

بعدما ضاق الخناق عليها وافتضح أمرها لا سيّما بعد التوقيع على اتفاق الرياض في نوفمبر الماضي، لجأت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، إلى توطيد علاقاتها مع "أهل الشر"، قطر وتركيا.

لجوء إخوان الشرعية إلى هاتين الدولتين اللتين تدعمان الإرهاب أمرٌ ليس مستغربًا، فأنقرة والدوحة تهدفان إلى تعزيز نفوذ جماعة الإخوان في اليمن، وذلك عبر استمرار اختراق حزب الإصلاح لحكومة الشرعية، لتبقى هذه "الأخيرة" رهن الأجندات القطرية - التركية المعادية للتحالف العربي.

"وثيقة مسربة" فضحت ما يمكن اعتباره تناميًّا للدور التركي في اليمن، حيث كشفت عن دخول أربعة أشخاص من عناصر الاستخبارات التركية عبر منفذ صيرفت.

الوثيقة، التي حصل "المشهد العربي" على نسخة منها، صدرت عن جوازات المنفذ، وموقعة من الإخواني أحمد سعيد رعفيت
ونصّت على: "إلى من يهمه الأمر.. عدد 4 أتراك يحملون جوازات رقم 714176010، 70406423، 71538686، 722479463.. إشارة إلى المذكورين تأشيراتهم الدخول إلى اليمن موجودة لدينا وسوف يتم عملها لهم عند دخولهم إلى المنفذ وعليه لا مانع من السماح بخروجهم".

تُظهر الوثيقة كثيرًا من الريبة في أمر هؤلاء الأتراك، لا سيّما أنّهم يعملون لدى استخبارات أنقرة، ما يؤشر إلى أنَّ مهامًا مريبة أو مشبوهة سيؤديها هؤلاء الأشخاص، المجهولة أسماؤهم إلى الآن.

كما أنَّ سماح هذا المنفذ الخاضع لإدارة "إخوان الشرعية" للعناصر الأتراك بالدخول يكشف عن تماهي علاقات أنقرة بالشرعية، وذلك ضمن سلسلة طويلة من الدعم الذي تقدمه لجماعة الإخوان الإرهابية في مناطق مختلفة في الإقليم.

وإلى جانب قطر، تعمل تركيا على تقوية نفوذ جماعة الإخوان، ممثلة في حزب الإصلاح، ضمن مخطط عام يرمي إلى استهداف التحالف العربي والجنوب أيضًا، عبر الدعم المالي والسياسي والتسليحي للجماعة المصنّفة إرهابية في كثيرٍ من البلدان.

وبرز الدور التركي بشكل مكثف في الفترة الأخيرة التي أعقبت التوقيع على اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي، بداعي أنّ الاتفاق يقضي على نفوذ "الإخوان" بشكل كامل، وهو أمرٌ لا يُعجب أنقرة التي حاولت بدورها تمكين حزب الإصلاح بسبلٍ شتى من أجل إفشال الاتفاق، وهي مهمة يبدو أنّها أُوكِل جزءٌ منها إلى العناصر الاستخبارية الأربعة التي وصلت مؤخرًا.

وكانت تركيا قد دعَّمت تحركات حزب الإصلاح العسكرية تزامنًا مع المحادثات التي أجريت في مدينة جدة والتي أفضت إلى التوقيع على اتفاق الرياض فيما بعد، في محاولة هدفت بشكل مباشر إلى إفشال هذا المسار.

ولا يمكن فصل علاقات الشرعية مع تركيا عما جرى مؤخرًا فيما سميت بـ"قمة كوالالمبور" التي عقدت قبل أيام، والتي شارك فيها ممثلون عن حزب الإصلاح، وهي قمة هدفت - بحسب محللين - إلى إحياء دور جماعة الإخوان بعدما انبطحت أمام هزائم مدوية في بلدان عدة، وليس فقط في اليمن.