المليشيات تشل الأطفال.. وجه آخر للحرب الحوثية
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع القطاع الصحي أثمانًا فادحة جرَّاء الانتهاكات العديدة التي ارتكبها الانقلابيون، وخلّفوا وراءهم حالة إنسانية بائسة، دفع ثمنها المدنيون على صعيد واسع.
ففي جريمة حوثية جديدة، أقدمت المليشيات على نهب دعم مُقدم من منظمات دولية، كان مخصصًا لدعم القطاع الصحي، بعدما تسبّب الانقلابيون وحربهم العبثية في تفشي الكثير من الأمراض والأوبئة، فضلًا عن الإهمال الكبير في توفير الأدوية وكذل استهداف المستشفيات وتعطيل أعمالها.
مصادر مطلعة قالت إنَّ المليشيات نهب ما يقارب من 600 مليون ريال من دعم منظمة الصحة العالمية لحملة التحصين ضد شلل الأطفال في صنعاء، كما تحفَّظت على اللقاحات الخاصة بأنفلونزا الخنازير التي قدمتها المنظمة الأممية.
وأضافت المصادر أنّ عدد حالات الوفاة بالوباء أكثر من الأرقام التي أعلنتها المليشيات الحوثية، حيث وصلت إلى 346 شخصًا في محافظة صنعاء فقط.
هذه ليست المرة الأولى التي تتسولى فيها المليشيات على المساعدات الإنسانية، فكثيرًا ما ارتكب هذا الفصيل الإرهابي جرائم في هذا الصدد، إلا أنّ هذه الجرائم لم تُقابل بتدخُّل حاسم من قِبل المجتمع الدولي.
كما تعمل المليشيات الحوثية على التضييق على عمل المنظمات الإغاثية بما يُشكل خطرًا محدقًا على الحالة الإنسانية الفادحة الناجمة عن الحرب القائمة منذ صيف 2014.
وفي وقتٍ سابق، قالت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ أورسولا مولر إنَّ مليشيا الحوثي لازالت تمنع نصف مشروعات المنظمات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتنهب الإغاثة، وتمارس العنف ضد موظفي العمل الإنساني في مناطق سيطرتها.
وتحدَّثت أورسولا في إحاطتها إلى مجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في اليمن، عن أنَّ مليشيا الحوثي تمنع تقييم الاحتياجات والرصد، وأجبرت موظفو الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على الخروج من اليمن، عديد من المرات دون أي سبب.
وعلى مدار سنوات الحرب القائمة منذ أكثر من خمس سنوات، يعتبر القطاع الصحي أحد أهم القطاعات التي نالها الاستهداف الحوثي على صعيد واسع، وهو ما دفع ثمنه ملايين السكان، بين متوفى ومريض، حيث تسبّبت المليشيات في تفشي الكثير من الأمراض والأوبئة.
وعلى الرغم من التقارير الأممية التي أدانت الجرائم الحوثية، إلا أنّه يمكن القول إنّ الصمت الدولي وعدم اتخاذ إجراءات رادعة ضد هذا الفصيل المدعوم من إيران، قد مكَّنهم من التمادي في الجرائم التي خلَّفت وراءها مآسي إنسانية شديدة الفداحة.