القصة الكاملة لـانتفاضة الإنترنت.. بين الغضب الشعبي والمكر الحوثي
اتبعت المليشيات الحوثية، سياسة ماكرة، في مواجهة انتفاضة شعبية تمّت الدعوة إليها في محافظة صنعاء، كان عنوانها "ثورة الإنترنت".
ففي خطوة ربُما تُشعل من جديد شرارة الانتفاضة، تراجع القيادي الحوثي النافذ محمد علي الحوثي عضو ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى"، عن قرار خفض تعرفة الإنترنت وإعادتها لما كانت عليه.
وقال مصدر في وزارة الاتصالات بصنعاء التابعة لحكومة الحوثيين غير المعترف بها، في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إنّ الوزير مُسفر النمير والقيادات الحوثية في الوزارة التفوا على القرار، بحجة أنه سيضرب خطط المليشيات برفع الإيرادات.
وأضاف المصدر أنَّ هذا الرفض دفع القيادي محمد الحوثي إلى إصدار توجيه بحذف خبره من وكالة "سبأ" التابعة لهم، وتعديل الخبر بتشكيل لجنة لدراسة خفض تعرفة الإنترنت.
ولفت إلى أنّ الوزير الحوثي النمير أصدر قرارًا بتشكيل لجنة لدراسة خفض أسعار الإنترنت وإعادتها لما كانت عليه,إلى جانب اقتصار مهمة اللجنة التي اختارها الوزير الحوثي على رفع توصيات بعدم جدوى خفض تعرفة الإنترنت.
وأشار المصدر إلى أنّ الوزير الحوثي حذَّر من التهاون مع أصحاب الشبكات والتراجع، حيث اعتبر ذلك بأنه سيشجع الأخرين على التمرد على المليشيات.
وكانت المليشيات الحوثية قد تراجعت يوم الأربعاء الماضي، عن قرارها الذي تضمّن مصادرة شبكات الاتصالات، ورفع أسعار الإنترنت، وذلك عقب دخول أصحاب الشبكات والنشطاء في إضراب واسع لمقاطعة الإنترنت.
وآنذاك، نشرت وكالة "سبأ" التابعة لمليشيا الحوثي، معلومات حول صدور توجيه للقيادي محمد الحوثي بشأن إعادة العمل بالتعرفة السعرية المعمول بها سابقًا بين حكومتهم "غير المعترف بها" وملاك الشبكات اللاسلكية خلال 15 يومًا.
وتضمَّن التوجيه الجديد، إعادة ما صودر من أجهزة الواي فاي الخاصة بتوزيع الإنترنت، وعدم مصادرة هذه الأجهزة.
وتزامنت التحرُّكات الحوثية مع إعلان أصدره معهد الاتصالات التابع لذات الوزارة بتركيب وتشغيل شبكات الواي فاي أو ما يعرف بشبكة "الكروت"، حيث اعتبر الإعلان أنَّ مثل هذه الشبكات تساعد أصحابها على اكتساب مهنة جديدة.
وكان الوزير الحوثي مسفر النمير, قد هدَّد النائب البرلماني أحمد سيف حاشد على خلفية الحملة التي يتبناها الأخير ضد الإجراءات التي تقوم بها وزارة الاتصالات التابعة للحوثيين، بمصادرة أجهزة شكبات الإنترنت.
وتبنى حاشد حملة ترفض رفع أسعار الإنترنت، والإجراءات التي تقوم بها وزارة الاتصالات التابعة للحوثيين من مصادرة أجهزة شبكات الإنترنت بشكل مُخالف للقانون أو حتى صدور حكم قضائي بذلك.
وكانت المليشيات الحوثية قد اختطفت يوم الثلاثاء, رئيس نقابة شبكات الإنترنت أحمد العليمي وأمين عام النقابة أحمد البدوي.
وقال مصدر حقوقي لـ"المشهد العربي"، إنَ الاستخبارات الحوثية اعتقلت القياديين في نقابة شبكات الإنترنت بعد دعوات الإضراب لمقاطعة الإنترنت وإغلاق شبكات الإنترنت، والصدى الواسع للحملة والتجاوب الكبير معها.
وجاء الاعتقال بعد اجتماع عقدته قيادة نقابة شبكات الإنترنت مع القيادي الحوثي محمد علي الحوثي عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى والقيادي الحوثي أحمد حامد المعين من المليشيات مديرًا لمكتب رئاسة الجمهورية بصنعاء, وتم الاتفاق على وضع معالجات وإيقاف الحملة التي تقوم بها وزارة الاتصالات الحوثية في مصادرة أجهزة الشبكات.
وبعد خروج العليمي والبدوي من الاجتماع عقب التوصل للاتفاق، فوجئ الاثنان باعتقالهما واقتيادهما إلى الاستخبارات العسكرية التابعة للحوثيين.
يُشير كل ذلك إلى أنّ الأوضاع مرشحة بقوة للانفجار، وأنّ التراجع الحوثي عن قرار خفض تعرفة الإنترنت وإعادتها لما كانت عليه ربما يفجر الانتفاضة في وجوه الحوثيين، بعدما ضاقت الناس ذرعًا من الأوضاع المأساوية في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.