ملائكة الرحمة.. ضحية التصعيد الحوثي في اليمن

الاثنين 30 ديسمبر 2019 01:48:24
ملائكة الرحمة.. ضحية التصعيد الحوثي في اليمن

في كل مرة تجد المليشيات الحوثية نفسها بحاجة إلى تحقيق انتصار رمزي تلجأ إلى استهداف الأطفال، سواء كان ذلك من خلال الاعتداء عليهم وإنهاء حياتهم بشكل مباشر، أو تجنيدهم في صفوفها لتأكيد قدرتها على الحشد، وفي كلا الحالات فإن ملائكة الرحمة يجدون أنفسهم بيد من لا يعرفون الرحمة.

ويعد الحادث الإرهابي الغاشم الذي وقع اليوم في محافظة الضالع واستهدف ميدان الصمود شاهداً على تلك الجرائم بعد نتج عن الحادث استشهاد وإصابة عدد من الأطفال لم يجري تحديد أعدادهم بشكل نهائي حتى الآن.

وتصدر هاشتاج جديد حول استهداف مليشيا الحوثي لعرض عسكري بملعب الصمود في الضالع، قائمة ترندات مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك العديد من النشطاء في هاشتاج "الإرهاب الحوثي يستهدف أطفال الضالع"، وسط تداول لصور الضحايا لفضح ممارسات وانتهاكات مليشيا الحوثي.

وشدد المشاركون بالهاشتاج على استمرار الإرهاب الحوثي في اغتيال الأبرياء والأطفال، دون اهتمام بالمواثيق والأعراف الدولية.

وفي حادثة أخرى أقدمت المليشيات الحوثية على عمليات سرقة ونهب واسعة النطاق للمنتجات الطبية الخاصة بالأطفال، وعن طريق ما تُسمى وزارة الصحة التابعة لميليشيات الحوثي، حسبما كشفت مصادر أممية عاملة في اليمن.

وبحسب المصادر فإن المليشيات الحوثية عملت على سرقة المساعدات الخاصة المقدمة من منظمة الصحة العالمية، وهي عبارة عن لقاحات خاصة بإنفلونزا الخنازير، ورفضت توزيعها على المستشفيات والعيادات الصحية اليمنية.

وقامت المليشيات الحوثية بالتحفظ عليها من قبل ميليشيات الحوثي بدعوى فحصها «للتأكد من سلامتها وعدم انتهاء صلاحيتها»، وبدلًا من إعادتها إلى أطفال اليمن، تم بيعها من قبل كبار مسؤولي وزارة الصحة الحوثية مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وفي واقعة ثالثة، شددت مصادر محلية في محافظة إب، وسط اليمن، بأن مليشيا الحوثي، تستغل المدارس والجهل والفقر والأوضاع التي تشهدها البلاد، لمواصلة الزج بالأطفال وصغار السن في محارق الموت الحوثية، وشيعت مليشيا الحوثي أحد الأطفال لم يتجاوز الـ12 من العمر، وسط صدمة مجتمعية وذهول كبير للزج بالأطفال في جبهات القتال الحوثية.

وأصد تقرير حقوقي يمني، ارتكاب ميليشيات الحوثي 65 ألفا و971 واقعة انتهاك ضد الطفولة في 17 محافظة خلال الفترة من 1 يناير 2015م وحتى 30 أغسطس 2019م.

وأفادت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في بيان لها، أنها رصدت هذه الانتهاكات الحوثية ضد الطفولة في اليمن بالتعاون مع 13 منظمة دولية، كما أوضحت أن الميليشيات الحوثية قتلت خلال نفس الفترة 3 آلاف و888 طفلا بشكل مباشر، وأصابت 5 آلاف و357 طفلاً، وتسببت بإعاقة (164) إعاقة دائمة جراء المقذوفات العشوائية على الأحياء السكنية المكتظة بالأطفال.

ذكر البيان أن الميليشيات قامت باختطاف (456) طفلا ومازالوا في سجون الميليشيا حتى اللحظة، وتسببت بتهجير 43 ألفا و608 أطفال آخرين وجندت نحو 12 ألفاً و341 طفلاً وزجت بهم في جبهات القتال المختلفة .

وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته والتحرك الجاد لوقف تلك الانتهاكات بحق الطفولة والجرائم المنافية لكل القيم والمبادئ الأخلاقية والأعراف الدولية والإنسانية والقوانين المحلية وتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلسي الأمن وحقوق الإنسان، وتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الأطفال في اليمن، من استهداف مباشر لكل حقوقهم المعترف بها دوليا وفق القانون العالمي لحقوق الطفل وعلى رأسها حق الحياة والتعليم وغيرها.