الإصلاح يختتم 2019 بالانتقال للتحالف العلني مع الحوثي
على مدار العام 2019 تشكلت تفاصيل العلاقة القوية بين الإصلاح والمليشيات الحوثية، حيث شهد العام الجاري جملة من الوقائع التي برهنت على قوة التعاون بين الطرفين، غير أن الأيام الأخيرة من هذا العام شهدت انتقال تلك العلاقة من الخفاء إلى العلن.
وكشفت الصفقات المتعددة لتبادل الأسرى وإعلان المليشيات الحوثية وقوفها بجانب الإصلاح ضد أي عدوان، في إشارة إلى التحالف العربي، عن الطرفين أصبحا في حالة تحالف علني وما أكد ذلك مشاركة قيادات حوثية في مناسبات عدة ارتبطت بقيادات إصلاحية عدة، آخرها حفل تأبين في الذكرى الثانية عشر لوفاة القيادي الإخواني عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الأسبق.
وكشفت مصادر مطلعة، مساء اليوم الإثنين، عن صفقة تبادل أسرى جديدة تمت مؤخرا بين مليشيات الحوثي الانقلابية ومليشيا الإصلاح الإرهابية التابعة للشرعية، وبحسب المصادر ذاتها فإن الصفقة تمت عبر وساطات حيث تم إطلاق سراح 10 من عناصر المليشيات الحوثية.
وتأتي تلك الصفقة بعد أيام قليلة من إبرام أكبر عملية تبادل للأسرى بين الطرفين، حيث عقدت المليشيات الإخوانية "وشقيقتها" الحوثية، في 20 ديسمبر الجاري، صفقة لتبادل 135 أسيرًا من الطرفين.
وشملت الصفقة إفراج الحوثيين عن 75 أسيرًا ومعتقلًا, في حين أطلقت مليشيا الإخوان التابعة للشرعية 60 أسيرًا حوثيًّا، بموجب الاتفاق الذي تم بعد اتصالات بين الطرفين.
وجاءت تلك الصفقة بعد يوم واحد على إبرام صفقة أخرى، عقدها هذان الفصيلان الإرهابيان، حيث أطلقت مليشيا الإخوان سراح عشرة من أسرى مليشيا الحوثي، فيما أفرج الحوثيون عن أربعة عناصر تابعين لمليشيا الإخوان.
فيما حضرت قيادات حوثية حفل تأبين في الذكرى الثانية عشر لوفاة القيادي الإخواني عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الأسبق، وتوافد تلك القيادات، اليوم الاثنين، على منزل عبد الله الأحمر الفسيح في منطقة الحصبة وسط حراسة أمنية مشددة .
وكشفت مصادر مطلعة، أن قيادات حوثية كبيرة حضرت لأول مرة بشكل لافت وكبير لحضور فعالية التأبين, وهو ما يشير إلى التقارب الكبير بين مليشيا الحوثي وحزب الإصلاح .
وعبد الله بن حسين الأحمر هو والد القيادي الإخواني الملياردير حميد الأحمر المقيم حاليا في تركيا، جدير بالذكر أنه ما يزال أشقائه صادق الأحمر وحمير الأحمر متواجدين في صنعاء في إطار اتفاق وتفاهمات بين الإصلاح و الحوثيين .
وأعلنت مليشيا الحوثي، أمس الأحد, بشكل رسمي، اعتزامها الدفاع عن أي فصيل ممن وصفتهم بمرتزقة العدوان، في حال تعرضهم لأي استهداف ممن سمتهم "تحالف العدوان"، في إشارة لحزب الإصلاح.
وقالت مليشيا الحوثي، عبر صحيفة "26سبتمبر"، التابعة لها في عددها أمس الأحد بصنعاء, إنها معنية بالدفاع عن اليمنيين بغض النظر عن مواقفهم، على حد زعمها، وأضافت الصحيفة أن هناك توجيهات صدرت بذلك, مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي في إطار توجه قيادتها إلى توحيد اليمنيين لمواجهة ما وصفته بأنه "تحالف العدوان".
وهناك عشرات الشواهد الأخرى التي جرت في العام 2019 وتبرهن على التقارب بين الطرفين، ففي جبهات المواجهة مع الحوثيين التي تسيطر عليها مليشيا حزب الإصلاح اليمني لم يحصل أي تقدم لحزب الإصلاح خلال عام 2019 وعلى العكس من ذلك شهدت معظم جبهات القتال تراجع واضح لهم، بل والأخطر من ذلك هو ماحصل من تسليم جبهات ومواقع ومعدات تابع لحزب الإصلاح لمليشيا الحوثي.
وفي شهر مارس الماضي سلمت قيادات مواليه لحزب الإصلاح مواقعها لمليشيا الحوثي شمال الضالع في جبل ناصة والعرفاف وبيت اليزيدي والحقب ورمة، وبعدها بشهر واحد قامت مليشيا حزب الإصلاح في تعز بقطع الإمداد على قوات اللواء35 مدرع بقيادة عدنان حمادي في(جبهة الأقروض) سهل سقوطها بيد مليشيا الحوثي.
وفي شهر مايو وجه القائد (صادق سرحان) الموالي لحزب الإصلاح في تعز قواته بالانسحاب من مفرق الذكرة بالحوبان جوار مطار تعز وسلم هذه المواقع الحوثيين، وفي شهر سبتمر تسلمت مليشيا حزب الاصلاح مواقع كانت تتمركز فيها في مديرية ناطع في البيضاء وتركت خلفها اسلحة ومعدات عسكرية للحوثيين.
وفي نفس الشهر انسحبت مليشيات الإصلاح من مواقع هامة في جبهة "قانية" في محافظة البيضاء وسلمتها لمليشيا الحوثي، وهي المرة الثانية التي تسلم مواقع في هذه الجبهة وقد سبق لها أن سلمت مواقع في نفس الجبهة في بداية شهر يونيو 2019م.