الحوثي يداوي أزماته الداخلية بالانتقام من المدنيين

تواجه المليشيات الحوثية مشكلات داخلية جمة في أعقاب مقتل قاسم سليماني والذي يعد العقل المدبر لعمل أذرع إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان، بالإضافة إلى خسائرها الميدانية في جبهة الضالع، بالتوازي مع انحسار التمويل الذي تتلقاه منذ توقيع العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، بجانب عدم اتضاح الرؤية المستقبلية لطهران في ظل الهزة العنيفة التي تتعرض لها حاليا.

كل هذه الأزمات أشعلت نيران الفتنة داخل المليشيات الحوثية، إذ أن بعض أتباعها يتلقون تمويلات من جهات إيرانية أضحت غير قادرة على الاستمرار فيها، في حين أن آخرون يرون أن فترة ضعف إيران فرصة ثمينة لتقديم قربان الثقة إليها من خلال ارتكاب مزيد من العمليات الإرهابية التي تصب في النهاية لصالح تصعيدهم في مناصبهم التي يتولونها.

وفي أحدث حلقات الصراعات الحوثية أيضًا، أعاد محمد الحوثي سيطرته على ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية الذي شكله القيادي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى بديلًا عن الهيئة العليا لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، في إطار الصراع بين القياديين الحوثيين للاستحواذ على مشروعات المنظمات الدولية والأموال المرصودة لها.

ونتيجة لتلك التباينات انسحب قبل يومين ما يقارب 60 مقاتلاً، من جبهات الضالع، برفقة قيادي من محافظة إب، يدعى "أبو الحسين الإبي"، على إثر الخلافات التي نشبت بين الإبي وأحد مشرفي المليشيات بجبهة الضالع "يدعي الانتماء للأسرة الحوثية".

وفي محاولة للتعامل مع كل هذه المشكلات الداخلية، استهدفت مليشيا الحوثي مساء اليوم الأحد، قرى الهجمة والسبد المكتظة بالسكان في مديرية حيفان جنوبي تعز بعشرات قذائف الهاون، وتسبب القصف الحوثي في سقوط عدد من الضحايا بينهم نساء وأطفال.

واستقبل مستشفى طورالباحة حالة لطفلة تدعى غادة بشير علي قاسم تبلغ من العمر 12عاماً أصيبت بقذيفة هاون، ويأتي التصعيد الحوثي باستهداف المدنيين بعد فشلهم في التقدم بالجبهات، وتلقيهم خسائر فادحة بالعتاد والأرواح.

فيما فجرت ميليشيا الحوثي الانقلابية منزل شيخ قبلي بعد حملة عسكرية شنتها الميليشيات على إحدى القرى بمحافظة إب، وسط اليمن، وبحسب مصادر محلية بأن الحوثيين فجروا، منزل الشيخ القبلي عبدربه البخيتي في قرية “عضالم” بعزلة الصدر بمديرية حبيش شمال محافظة إب.

وذكرت أن تفجير المنزل جاء عقب حملة عسكرية شنتها ميليشيا الحوثي، على قرية الشيخ القبلي بهدف اختطافه، الأمر الذي دفعه وعدد من مرافقيه وأبناء القرية للمقاومة وتبادل الاشتباكات المسلحة.

وأشارت إلى أن المسلحين القبليين، تصدوا للحملة الحوثية وتبادلوا معها إطلاق النار، قبل أن ينسحبوا إلى مناطق أخرى بعد نفاد الذخيرة، وأكدت المصادر سقوط 5 قتلى وجرحى من الحوثيين وعدد غير معلوم من الأهالي.