برز الفاسد فينا .. في ثياب الواعظينا

ينتابني إحساس بالإحباط الشديد ، وأعجز عن التفكير بكيفية الخروج من ذلك الإحباط ونفقه المظلم ، يلازمني الأرق كظلي وأنا أفكر بحال السواد الأعظم من ابناء الجنوب الذي لا يسر عدوا ولا صديق ، وسط أمواج عاتية من الفقر وغلاء الأسعار وتدني مستوى الخدمات وهبوط حاد بسعر الريال اليمني ، شعور محزن من ذلك المسؤول الذي يفترض به رعاية مصالح الشعب والحفاظ على مكتسباته ، وإذ به يتحول لكابوس مرعب يطارد الشعب ليل ونهار .

المقرف عندما يتحول ذلك الفاسد المرتشي والناهب للمال العام ، إلى واعظ ديني ومدرس لمادة الأخلاق والوطنية والنزاهة والشجاعة والكرم والإنسانية .

وكأن هذا الواقع المرير والوضع المزري الحقير من صنع ذلك المواطن البائس الفقير ، موت الضمير الإنساني وطغيان النزعة الشيطانية الإنتهازية صورت لأولئك الفاسدون سوء عملهم القبيح بأنه جميل ، وسرقة المال العام فهلوة وحق مشروع .

شوكة ميزان الحلال والحرام صارت منزوعة من أغلب ضمائر مسؤولينا إلا من رحم الله ، وصارت كفتي الميزان لمكيال المال العام وسرقته لصاح الواعظ الفاسد .

أشعر بإحباط شديد عندما أشاهد رموز الفساد والفشل يتقاطرون إلى مقر رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بمدينة التواهي بعدن يقدمون صكوك الولاء والطاعة من أجل بقائهم بكراسيهم العتيقة الفاسدة ، ولسان حالهم يقول سيبقى الوضع كما هو عليه بل سيزداد سوء ولا أمل لكم بغد مشرق ، ولدينا برئاسة المجلس عليمي أخر يتفنن بإبعاد كل محترم ومخضرم ومهني قد يفيد رئيس المجلس اللواء عيدروس الزبيدي .

السيد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي تجريب المجرب هو تخريب المخرب ، وأحداث أغسطس كانت كافية وكفيلة لإعادة ضبط البوصلة وإزاحة من كان سببا رئيسيا بتلك المؤامرة عن قصد أو بغير قصد مهما كانت مكانته .

لنبتعد عن إعادة إنتاج أدوات الفشل والفساد التي تعاقبت علينا بجميع مراحل الظلم والبؤس والشقاء ، رجال الدولة العميقة العفاشية لا يصلحون أن يكونوا جزء من المشهد العام و السياسي القادم بإسم المجلس الانتقالي الجنوبي هذه المرة .