السلام المأمول.. بين محاصرة الحوثي والضغط على الشرعية
في الوقت الذي تتحمّل فيه مليشيا الحوثي جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن إطالة أمد الحرب، فإنّ حكومة الشرعية تتحمّل في الوقت نفسه جانبًا مما آلت إليه الأوضاع والمعاناة التي يواجهها السكان.
الحوثيون استطاعوا صناعة الكثير من الأزمات الحياتية التي كبَّدت السكان كثيرًا من الأعباء، منذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014.
حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح، تتحمّل هي الأخرى جانبًا من هذه المسؤولية، بعدما عمل الحزب الإخواني على تحريف بوصلة الحرب على الحوثيين طوال السنوات القليلة الماضية.
وفيما نُظر إلى اتفاق الرياض بأنّه خطوة أولى في طريق ضبط بوصلة الحرب، فقد عمل حزب الإصلاح الإخواني على إفشال الاتفاق وذلك من خلال سلسلة طويلة من التحركات العسكرية التي رمت إلى إفشال الاتفاق، وذلك خوفًا من هذا الفصيل الإرهابي على نفوذه ومصالحه التي يستأصلها الاتفاق.
إرهابٌ آخر تمارسه حكومة الشرعية يتمثّل في افتعال الكثير من الأزمات الحياتية أمام المواطنين الجنوبيين على أراضيهم من أجل تغييب الاستقرار في المحافظات المحررة.
يُشير ذلك إلى أنّه في الوقت الذي يتوجّه فيه تضييق الخناق على المليشيات الحوثية، فإنّ يستلزم العمل كذلك الضغط على حكومة الشرعية للقضاء على كل هذا العبث الذي تمارسه.
تحدَّث عن ذلك عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي، خلال لقائه مع السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل، في العاصمة السعودية الرياض.
الخبجي أطلع السفير هنزل على الأوضاع المعيشية المتردية التي يواجهها أبناء المحافظات المحررة في ظل تقاعس وإهمال الحكومة الشرعية إزاء ذلك، داعياً إلى بذل المزيد من الضغوط على الحكومة للاضطلاع بدورها في توفير الخدمات والرواتب وتخفيف الأعباء المعيشية التي أثقلت كاهل المواطنين.
وأشاد الدكتور الخبجي، بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية لحل الأزمة في اليمن والدور الداعم للتحالف العربي وتحقيق أهداف عاصفة الحزم، ودعمها لجهود تنفيذ اتفاق الرياض.
وأكد حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على تنفيذ الاتفاق، مشيراً إلى أن توجيهات رئيس المجلس تقضي بضرورة التعاون الكامل مع جهود المملكة العربية السعودية لتنفيذ الاتفاق، والعمل المتفاني في إطار اللجان المشتركة على المستويين الثاني والثالث في الرياض وعدن.
ونوه إلى المصفوفة التنفيذية التي تم توقيعها مؤخراً لتنفيذ البنود المتعلقة بانسحاب القوات العسكرية التي وصلت إلى شبوه وأبين خلال وبعد أغسطس، وتجميع الأسلحة وتعيين محافظ ومدير أمن عدن.
وأشار إلى أنّ الانتقالي التزم بتنفيذ ما عليه من الالتزامات ذات الصلة، وينتظر إيفاء الحكومة الشرعية بما يقع عليها من التزامات في تنفيذ عمليات الانسحاب من أبين وشبوه وتعيين محافظ ومدير أمن عدن.
وشدد على أن ما تعيشه محافظات شبوه وأبين ووادي حضرموت من تردي في الأوضاع الأمنية يستدعي العمل على إعادة النخبة الشبوانية والحزام الأمني في أبين، وتدعيم النخبة الحضرمية لاستلام وادي حضرموت وتأمينه من الجماعات الإرهابية وتحقيق التكامل الأمني.
من جانبه، جدّد السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل، التأكيد على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لجهود المملكة العربية السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض.
وأشاد هنزل بتعاون المجلس الانتقالي الجنوبي في هذا الشأن والروح الإيجابية التي يتحلى بها الانتقالي وإصراره وعزيمته على تنفيذ الاتفاق.