الجنوب يستعد للتعامل مع مرحلة جديدة من مناورات الشرعية

الجمعة 31 يناير 2020 20:00:00
الجنوب يستعد للتعامل مع مرحلة جديدة من مناورات الشرعية

رأي المشهد العربي

يتبقى خمسة أيام فقط على الفترة الزمنية المحددة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض من دون أن يكون هناك أي تطور ملحوظ من قبل الشرعية التي عطلت جميع الخطوات العسكرية التي كان من المقرر تطبيقها خلال الفترة الحالية، بل أنها ذهبت إلى أبعد من ذلك وحشدت قواتها باتجاه شبوة وأبين بدلاً من الانسحاب منها.

وبالتالي فإن المجلس الانتقالي الجنوبي أضحى مستعداً للتعامل مع فترة ما بعد انتهاء الفترة المقررة لتنفيذ الاتفاق عبر التوجه نحو التوافق الجنوبي الذي سيكون مقدمة للتفرغ إلى مواجهة الاحتلال الإخواني والحوثي لبعض محافظات الجنوب، ومن ثم الإعلان عن استعادة الدولة المنتظرة.

لعل ذلك ما عبرت عنه تصريحات عدد من قيادات المجلس على مدر الأيام الماضي، إذ أن رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، شدد على أن اتفاق الرياض أوصل الجنوب إلى مرحلة متقدمة تقتضي أن تتوافق كل مكوناته السياسية وتتوحد لنيل استحقاقات شعب الجنوب.

وهذا التوجه كان حاضراً بقوة من الجمعية الوطنية الجنوبية، والتي أصدرت قراراً بتشكيل الهيئة العليا للحوار، بناء على توصيات الدورة الثالثة التي عقدت بعدن خلال الفترة (13 -15) يناير، وهو القرار الذي صدر أيضاً بناء على قرار هيئة رئاسة المجلس والهيئة الإدارية للجمعية خلال اجتماعات لهما عقب انتهاء أعمال الدورة الثالثة.

ومن المتوقع أن يكون هناك حواراً جاداً مع المكونات الجنوبية دون استثناء وتوحيد جهود مختلف القوى لتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية للوصول إلى مشروع جنوبي شامل بعد النجاحات التي حققتها المراحل السابقة من الحوار في التوافق على توحيد الخطاب السياسي، وحظيت باهتمام واستحسان من قبل المجتمع والقوى السياسية والأطراف الخارجية.

المجلس الانتقالي الجنوبي حقق خلال الفترة الماضية عدة نجاحات سياسية وعسكرية مكنته من أن يكون طرفاً دولياً فاعلاً، وشارك بشكل فاعل في تدشين اتفاق الرياض الذي تحاول الشرعية التهرب منه، وبالتالي فإن عدم الوقوف أمام تعنت الشرعية التي تسعى لتفتيت الجنوب بالأساس أمراً ملحاً في المرحلة الحالية التي تتطلب تكاتف جنوبي في وجه تحالف الشر الإيراني القطري التركي.

من المتوقع أن تدخل الشرعية في مرحلة جديدة من المناورات بشأن اتفاق الرياض، ولن يكون الضغط الدولي باتجاه تنفيذ بنود الاتفاق كافياً لتضييق الخناق عليها، وسيكون الأمر بحاجة إلى كتلة جنوبية صلبة تقف أمام المخططات الإخوانية الحوثية، وبالتالي فإن قوة الجنوب ستكون الضاغط الأكبر على الشرعية خلال الفترة المقبلة.