صفقات أهل الشر.. ماذا ربح الإخوان بـالتقارب مع الحوثيين؟
السبت 1 فبراير 2020 17:18:31
فيما بلغت العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية حدًا لم يعد مقبولًا السكوت أمامه، فقد توجّهت الأنظار لما في جرى في جبهة نهم في الفترة الماضية.
القيادي الحوثي محمد البخيتي اعترف في الأيام الماضية، بوجود هدنة غير معلنة بين الحوثيين والمليشيات الإخوانية، في جبهة نهم ومأرب طوال الفترة الماضية.
وفيما قوبلت هذه الصفقة بكثيرٍ من الغضب، فقد تحدّث البخيتي عما يراها من أهمية للهدنة غير المعلنة التي عقدها الحوثيون مع حزب الإصلاح في جبهة نهم طوال السنوات الأربع الماضية.
البخيتي قال إنَّ "هدنة نهم كانت أهم وأخطر هدنة على الإطلاق لأن الطريق إلى صنعاء يمر عبر نهم كما أن الطريق إلى مأرب يمر عبرها أيضًا".
البخيتي اعترف بأنّ "هدنة نهم" خفَّفت على الحوثيين ضغط التحالف العربي للتركيز على بقية الجبهات، حيث مكّنت حزب الإصلاح من الاحتفاظ بقوته وتكديسه للأسلحة والأموال ليكون قادرًا على مواجهة بقية خصومه في المستقبل.
القيادي الحوثي تابع: "هدنة نهم كانت مفيدة للطرفين، إلا أنّ حسابات حزب الإصلاح الخاطئة والغبية دفعته لنقضها في الوقت الخطأ، وذلك بعد أن استعدنا زمام المبادرة في بقية الجبهات وبعد أن أصبحت موازين القوى تميل لصالحنا".
واختتم قائلًا: "لم ينكر هدنة نهم أي قيادي في حزب الإصلاح لأنهم عايشوها ويعرفونها كما يعرفون أبناءهم، لذلك اكتفوا بإنكارها عبر مصدر مجهول".
حديث البخيتي عن تفاصيل الصفقة الحوثية - الإخوانية، تحمل الكثير من الدلالات حول التقارب بين حزب الإصلاح الإخواني والمليشيات الموالية لإيران، وهو تقارب مثّل طعنة غادرة بالتحالف العربي الذي تكبّد تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
وفيما يفتضح أمر العلاقات المروعة التي تجمع المليشيات الإخوانية والحوثية يومًا بعد يوم، فقد تم الكشف مؤخرًا عن خليتين إخوانيتين تعملان لصالح المليشيات الحوثية في محافظة مأرب، وتمدها بالكثير من المعلومات عن التحركات العسكرية في المحافظة والجبهات القريبة منها.
وقالت مصادر محلية إنّ الخليتان حازتا على خرائط إحداثيات وأجهزة اتصالات مرتبطة بمليشيا الحوثي في صرواح.
علاقات الإخوان بالحوثيين تمثل طعنات غادرة من هذا الفصيل المخترق لحكومة الشرعية، مُوجّهة ضد التحالف العربي، وهو واقعٌ مستمر على مدار أكثر من خمس سنوات كبَّد التحالف تأخُّر حسم الحرب سياسيًّا وعسكريًّا.
ونجحت المليشيات الإخوانية في تحريف بوصلة الحرب على الحوثيين، وأصبحت وجهتها صوب الجنوب وعاصمته عدن، وهو ما كبّد التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا، وإطالة أمد الحرب إلى الوقت الراهن.