أسرة عفاش .. بالأخلاق والقيم نرتقي
أحمد سعيد كرامة
- منشأة بلحاف.. وأطماع إخوان اليمن
- لا تحملوا الذاتية فشل وفساد 30 عاما
- الوقاية خير من العلاج
- 5 ألف ريال .. زيادة فوق سعر كيس الأرز
ذهلت من ذلك المستوى الأخلاقي والقيمي الهابط الذي وصلت إليه بعض من تلك الأقلام و الأبواق غير المسؤولة وخصوصا الجنوبية منها , وألتي أنبرت بشراسة بعبارات التخوين لهاني بن بريك بسبب ترحيبه وتأمينه لوصول أسرة الرئيس الراحل عفاش إلى عدن , لنختلف مع بن بريك أو مع غيره ولكن بصورة موضوعية وبنقد بناء وليس من أجل تصفية حسابات سياسية على حساب قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة والتي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف .
كان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يحث قادة الجيوش والجنود الفاتحين بتجنب قتل النساء والأطفال والشيوخ وحتى قطع الأشجار , بتلك الأخلاق والقيم و الممارسات والمعاملة الحسنة دخل الأعداء قبل الاصدقاء في دين الله أفواجا .
أن تستغل ظروف إنسانية قاهرة لتوظيفها سياسيا أعتبره خطأ فادح من قبل فاعليه وإساءة بالغة لقائليه , أطفال ونساء وكهول وشباب لا ذنب لهم سوى أنهم من أسرة عفاش أوحتى الزنداني أو علي محسن الأحمر فروا من القتل و التنكيل و البطش من حلفاء الأمس أعداء اليوم , هل تريدون منا أن نحملهم وزر أبائهم , ألا نستطيع حتى تقبل مرورهم بسلام من أراضينا وبدون ضجيج إعلامي رخيص , هل تريدون منا أن نصل إلى ماوصلت إليه أخلاق وممارسات مليشيات أنصار الحوثي والتي ننتقدها ليل نهار , هل تريدون منا منعهم من دخول أراضينا أم تريدون التنكيل بهم وسجنهم وندخل في دوامة العار والوجه الأسود أبد الدهر , سيعاني الحوثي وقبائل صنعاء أبد الدهر من عارهم الذي أقترفوه وخصوصا الركض وضرب النساء بميدان السبعين وإنتهاك حرمات البيوت .
لا أعلم ماسبب هذا الانحطاط الأخلاقي الذي وصلنا إليه في هذا الزمان , ألا نستطيع التعلم من تأريخنا الإسلامي و العربي الغني بهكذا معاملة حسنة لأناس مستضعفين مستهدفين خائفين ومستنجدين بنا , البعض صار ينعق ليل نهار فوق رؤوسنا كغراب الشؤم ومع الأسف الشديد يجد بعض الأذان الصاغية لذلك النعيق المزعج والمقرف .
البعض يستمتع دائما بالاصطياد بالمياه الراكدة العفنة ويظن بأنه يصطاد بمياه المحيط النظيفة وبأنه صياد ماهر وذكي , عندما تكون هناك دواعي أمنية كالتي حدثت بصنعاء مؤخرا وشهدت موجة نزوح كبيرة لعدن , من الطبيعي تشديد الإجراءات الأمنية لعدم تسرب الخلايا النائمة أو العصابات الإجرامية أو الجماعات الإرهابية إلى داخل أراضينا , عشرات الآلاف من أبناء المحافظات الشمالية متواجدون في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية ولم يتعرض لهم أحد بسوء إلا بحالات قليلة ونادرة , ويعيشون بقلب أحيائنا السكنية بكل ود وإحترام وترحاب .
أتمنى من تلك الأقلام المريضة و المحرضة للعنف ولتمزيق النسيج الإجتماعي وإشاعة الفوضى و أصوات النشاز أن تتقي الله في نفسها وفينا فالوضع لا يحتمل المزيد من ذلك , ويكفينا مافينا من مصائب و متاعب بسبب مافعله السفهاء منا .
منصور صالح
حين جاء جنود علي عبدالله صالح ، وهو في عز مجده غزاة ومحتلين ،استقبلتهم الجنوب الاستقبال اللائق بهم ،بالبارود وزفتهم الرجال بالشيولات ،ومن نسي أو يتناسى تلكم المناظر ،فليعد إلى ذاكرة الانترنت لتذكره.
من نسي كيف استقبل هاني بن بريك وعيدروس الزبيدي وشلال شائع وصالح بن فريد العولقي وفضل حسن وابو اليمامة وابو مشعل الكازمي ومختار النوبي وكل مقاومة الجنوب الشريفة ،عفاش والحوثي وحلفائهم ،عليه ان يعيد ذاكرته قليلا الى الخلف عله يتذكر كيف أنزلوهم منازلهم اللائقة بهم وأعادوهم أما جثثا متفحمة ،او دفنوهم في مقابر جماعية.
ولأن الطفل الخائف اللاجئ أو المرأة المستجيرة، ليس كالمقاتل الغازي ،فقد كان من السلوك السوي ورقي الأخلاق ان يختلف الاستقبال ،سيما والعالم يرقب ويتابع كيف سيحترم الجنوبيون ،أخلاق القتال ،وهي الأخلاق النابعة أصلا من دين الإسلام.
لم يأت أطفال عفاش ونسائه مقاتلين بل جاءوا فارين مذعورين طالبين النجدة للمرور والهروب عبر عدن ،لم يكن من الأخلاق ان يتم الاستقواء على طفل أو امرأة وفي هذا اهانة وادانة لصالح ذاته الذي لم يتوقع في عز غروره وجبروته ،ان يكون هذا مصيره وان يكون الجنوبيون الذين قتل نساءهم ،وأطفالهم، وشرد رجالهم، هم من سينقذون عائلته ممن تحالف معهم برفعة أخلاقهم وشموخ كبريائهم لقد انتصر الجنوبيون أخلاقيا بأنفتهم وسموهم وخسر صالح مجددا وهو صريع كما خسر في البدء وهو الزعيم وفارس العرب كما كان يسمي ذاته.
صحيح ومؤلم ،ان بيوتا جنوبية كثيرة بكت وتألمت وان أطفالا كثر تيتموا ونساء فقدن فلذات أكبادهن أو أزواجهن ،لكنهم جميعا شمخوا بأخلاقهم وشهامتهم ورجولتهم وكما عملوا بدينهم الذي يعلمهم ان اكرام الضيف ونجدة الملهوف من الواجب ومن شيم الأصالة الإسلامية والعربية.
قد تتضارب الأفكار والمواقف في داخلنا جميعا ،في اختيار السلوك الذي كان ينبغي ان نسلكه ازاء قضية شائكة كقضية استقبال أسرة عفاش ، نظرا لذكرياتنا الأليمة معه ومع زبانيته وعسكره ومع تاريخهم الدموي في الجنوب، لكننا جميعا نصل في النهاية إلى أننا لا نستطيع تقبل فكرة ان نهين طفلا أو امرأة استجار بنا للمرور فقط على أرض هي الآن تحت أيدينا.
ان القيادة الجنوبية ، وهي تسجل نصرا أخلاقيا في تمسكها بقيم الرجولة والشهامة والأخلاق ،فإنها تسجل خسارة مقابلة في سجل من فقد أخلاقه وشهامته ورجولته وهو يقتل نساء الجنوب كما فعل مع فيروز اليافعي وندى شوقي وفاطمة مشبح ،واعدم أطفال الجنوب كما فعل مع أنس عبدالرحمن وصديق الردفاني واطفال مدرسة سناح وغيرهم كثر،وهو نصر تستحق قيادتنا عليه ان نهبها ثقتنا .
فمن سمح بمرور أسرة صالح انما عمل بأخلاقه ورجولته ،وايضا بمهارته السياسية في ايصال رسالة للعالم ان للجنوبيين قضية عظيمة لا تؤثر فيها قصة مرور امرأة مرعوبة أو طفل تصطك اسنانه من الخوف منذ دخوله أو نقطة حدودية ، انما هي قضية سياسية بامتياز وان للجنوبيين مساراتهم السياسية للخوض فيها ،كما لهم قدرتهم العسكرية القادرة على حمايتها وصيانتها وهو قوة تعرف بالتأكيد إلى ان توجه ضرباتها ومتى.
لا ينبغي ان يغالي الناقدون في الاساءة للقيادات الجنوبية،وتصوير دخول طفل او امراة وان كان يتبع عفاش بأنه تنازل عن الجنوب ،لأن هؤلاء تعاملوا بشهامة ورجولة وحنكة سياسية ،وعليهم ان يتذكروا ان مواقف هؤلاء وقت ان كانت السماء تضيء بقذائف الصواريخ والمدافع ،يوم ان كان الكثير من الناقدين عبيدا مع عفاش ،ويتمنون ان تقبل نسائه او اطفاله ان تبصق في وجوهم ليتباركوا ببصاقهم.
نتفق جميعا ونؤيد كل صوت حريص على الجنوب ،لكن على الجميع ان يدركوا ان ليس فيهم من عادى عفاش وواجهه وعانى منه كما هو حال الزبيدي وشلال وغيرهم كثر من الرجال ما يعني ان كثير من الناقدين لن يكون أشد حرصا ممن ينتقدون .
ربما نسمع من يقول لماذا السماح لأسرة عفاش والاعتراض على غيرها ،وهنا نقول ان أسرة عفاش ان مرت فإنما تمر برغبة الأشقاء وطلبهم ،فقط لمجرد السفر للخارج وليس للحكم والاقامة، فيما لم يتم منع ملهوف رجلا كان ام طفلا أو امرأة لاجئة أو نازح وعدن تعج بهؤلاء ،لكن الحرص كان وسيظل قائما بمنع من يشتبه بدخوله عدن في مهمة عسكرية أو أمنية تحت غطاء النزوح ومثل هؤلاء كثر ممن تعج بهم عدن ايضا ممن دخلوها في وقت سابق.
للناقدين بحرص ،والناعقين بخبث ،دعوا الأخلاق الجنوبية تنتصر وثقوا ان الجنوب في أيد أمينة.