تحركات الإخوان بالجنوب.. محاولة بائسة لتأكيد الوجود وسط إخفاقات متتالية
تسعى مليشيات الشرعية لتأكيد حضورها وسط جملة من الهزائم التي تلقتها مؤخراً على الجبهات في مواجهة المليشيات الحوثية، وينظر الجميع إلى الشرعية في الوقت الحالي باعتبارها الطرف الذي لا يملك أي قوة على الأرض بعد أن تعرضت قواته لانكسارات متتالية دفعته لمحاولة ارتكاب جرائم إرهابية في المحافظات الجنوبية لحفظ ماء الوجه.
يمكن تفسير مناوشات الشرعية في الجنوب على أنها تستهدف البحث عن مكاسب مستقبلية، وأن ذلك يأتي في سياق الدعم الذي تتلقاه من قطر وتركيا واللتان تعملان بكافة السبل على إثارة الفوضى في الجنوب بما يساهم في السيطرة على مقدراته بالإضافة إلى تصفية حسابات سياسية مع التحالف العربي وأيضاً لتوطيد العلاقة مع طهران التي يحاول اختراق الجنوب منذ ما يقرب من عامين عبر جبهة الضالع من دون أن تتمكن من ذلك.
ترى الشرعية أنها تعرضت للهزيمة من القوات الجنوبية في شهر أغسطس الماضي، وكذلك فإنها تلقت هزائم مماثلة أمام المليشيات الحوثية، وبالتالي فإنها تبحث عن أي تقدم معنوي لإرضاء أعوانها، وبدا واضحاً أن جرائم علي محسن الأحمر في صفوف قوات الجيش جعلتها غير قادرة سوى على ارتكاب الجرائم الإرهابية وتعمل على تهريب السلاح عوضاً عن خسارة الجبهات.
قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، أحمد عمر بن فريد، اليوم، إن مليشيات الإصلاح تخترع طرق شيطانية لتهريب السلاح لخلاياها بالعاصمة عدن.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر" رصدها "المشهد العربي": "ميليشيات الإصلاح الإخوانية تخترع طرق شيطانية لتهريب السلاح إلى خلاياها في عدن وتخترع أفضل السبل وأكثرها عارًا لتسليم أسلحتها الثقيلة وجبهات قتال ومحافظات كاملة لصالح ميليشيات الحوثي في حالة عبث واستهتار لا أجد مسؤول عنها إلا التحالف العربي لأن الشرعية فقدت الثقة والأهلية أصلاً".
كما انتقد الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، اليوم، حكومة الشرعية الإخوانية وذلك جراء استغلالهم لأزمة فيروس كورونا لإرسال إرهابيين وأسلحة للعاصمة عدن.
وقال في تغريدة عبر "تويتر" رصدها "المشهد العربي": "حكومات العالم سخرت كل جهدها ووقتها وإمكانياتها للحفاظ على شعوبها من خطر كورونا باستثناء جماعة الإخوان في اليمن أو ما يعرف باسم الشرعية".
وأضاف: هذه الجماعة تجردت من كل القيم والأخلاق واستغلت فوضى كورونا لترسل إلى عدن الأسلحة والمتفجرات والإرهابيين وتحشد عناصرها لقتل الناس في عدن".
وخلال الأيام الماضية عمدت مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، على إرسال تعزيزات عسكرية حتى خلال الساعات الماضية، إلى كل من شقرة والعرقوب في محافظة أبين.
مصادر محلية قالت إنّ قوة عسكرية تابعة لمليشيا الإخوان الإرهابية، تحمل علم الوحدة مرت الساعة العاشرة صباح اليوم، بشارع مودية العام قادمة من اتجاه شبوة متجهة صوب شقرة والعرقوب.
وأضافت المصادر أنَّ القوة العسكرية تحمل أسلحة ثقيلة، وعددا من الأطقم القتالية على متنها عدد من الجنود وأسلحة خفيفة أخرى.
وبحسب صحيفة "العرب" اللندنية، إنَّ تحركات مليشيا الإخوان الأخيرة والتي حملت في باطنها المزيد من التصعيد العسكري نحو الجنوب، تُهدد بنسف الجهود المبذولة لاستدامة التهدئة.
وأوضحت الصحيفة أنّ تحرش قوات مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية بعدن سيُعيد مناطق الجنوب إلى مربع التصعيد العسكري، وأكّدت أنّ هذا التصعيد سيضع اتفاق الرياض الذي رعت السعودية توقيعه بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية على حافة الانهيار.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ سيطرة قوات مليشيا الإخوان على مناطق بالجنوب سيعني دخول قطر وتركيا الداعمتين للإخوان بقوة على خط الأحداث، وتضاف هذه الخروقات الإخوانية إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ارتكبها حزب الإصلاح عبر مليشياته المسلحة، من أجل إفشال اتفاق الرياض.