مساعدات الإمارات التعليمية.. إغاثات تداوي آثار الحرب الحوثية
في الوقت الذي دفع فيه قطاع التعليم ثمنًا باهظًا جرّاء الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران، فإنّ دولة الإمارات العربية المتحدة خصّصت جانبًا كبيرًا من مساعداتها لدعم هذا القطاع.
ففي الساحل الغربي، اختتمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية الدورة الأولى لمراكز محو الأمية بحفلات تكريم للدارسات وهيئة التدريس، بحضور السلطات المحلية.
وشمل التكريم 400 دارسة وهيئة التدريس في ثلاثة مراكز بمديريات الخوخة وحيس والتحيتا محافظة الحديدة افتتحتها الهيئة أوخر العام الماضي ضمن البرامج والمبادرات الإنسانية الإماراتية الهادفة لدعم المرأة وخدمة المجتمع وتطبيع الحياة بشكل عام في المديريات المحررة بالساحل الغربي.
وشهدت حفلات التكريم التي حضرها ممثلون عن الهلال والسلطات المحلية في المديريات المشار إليها، توزيع الشهائد للدارسات ومبالغ مالية للمتفوقات وهيئة التدريس، وسلال غذائية متكاملة للجميع.
وعبّر ممثل الهلال عن سعادته بنجاح الدورة في المراكز الثلاثة، وقال إنَّ محو أمية عدد كبير من النساء وإكسابهن قدرة التعلم هدفًا ساميًّا وضعته دولة الإمارات العربية المتحدة في قائمة برامجها الإنسانية الرامية لخدمة المجتمع اليمني، وإيمانا منها بحق كل مواطن ومواطنة في التعليم.
وعبّر ممثلو السلطات المحلية عن بالغ الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا، مؤكدين أنّ ما قدّمته وتقدمه بسخاء حقق نجاحًا ملموسًا في إعادة تطبيع الحياة بمختلف القطاعات الحيوية فضلًا عن تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين والأسر المحتاجة والمنكوبة من خلال برامج المساعدات الغذائية والإيوائية المتواصلة على طول إمتداد مديريات الساحل الغربي.
من جهتهن، عبرت المشاركات عن بالغ السعادة التي غمرتهن بتحقق حلم حياتهن في التعلم، وأكدن أنّ هذا التحول في حياتهن مغروس بالحب والعرفان لدولة الإمارات.
فعلى صعيد المساعدات الإماراتية، لعبت أبو ظبي دورًا كبيرًا في تأمين أمن واستقرار المناطق المحررة وفق استراتيجية دقيقة فيما باشرت تزامنا مع ذلك عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر على الفور جهدها الميداني الذي اشتمل على دعم قطاعات التعليم، الصحة، البنية التحتية، والطاقة،والدعم الاجتماعي، والإنساني، وغيرها من أوجه المساعدة، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.
ونجحت الإمارات في إعادة بناء وتشغيل المؤسسات الرسمية كالمطارات والموانئ وتزويدها بالأجهزة والمعدات اللازمة لاستمرارية عملها، وهو ما تزامن مع تأمين مصادر الطاقة اللازمة لتشغيل مؤسسات الدولة وضمان تأديتها لمهامها دون انقطاع.
وانطلاقًا من واجبها الأخوي والإنساني خاض أبناء الإمارات البواسل معركة إنسانية ستظل خالدة تمثلت في ريادة جهود إعادة الإعمار في العديد من المحافظات اليمنية المحررة، وتوفير سبل المعيشة لأهاليها، من أجل تطبيع حياتهم و إعادة الاستقرار لهم وفتح أبواب الأمل في المستقبل أمامهم، وفق الوكالة.
وبلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن 22 مليار درهم خلال الفترة من أبريل 2015 وحتى فبراير 2020 .
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، تكبَّد قطاع التعليم ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم العديدة التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
وتقول تقارير رسمية إنّ نحو 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب الحوثية، بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.
وانتهجت المليشيات أساليب إرهابية بحق الأطفال، وعملت على حرمانهم من الخدمات كافة التي كفلتها القوانين والمبادئ الدولية، وزجت بهم في المعارك وأجبرتهم على التجنيد، وحالت دون التحاقهم بالتعليم.
وبسبب فساد المليشيات الحوثية وقيامها بتجريف قطاع التعليم، تكشف تقارير رسمية أنَّ أكثر من مليوني طفل في سن الدراسة تحولوا إلى سوق العمل، حيث يقومون بأعمال شاقة من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم.