المؤامرة الإخوانية - الحوثية.. هل يُخطِّط محور الشر لاجتياح عدن؟
تُشير كل التطورات العسكرية إلى استعار المؤامرة التي تنفذها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، من أجل اجتياح الجنوب وعاصمته عدن.
المؤامرة الإخوانية تضمّنت تنسيقًا كاملًا مع المليشيات الحوثية، برعاية قطرية؛ وذلك بهدف احتلال الجنوب عبر اجتياح العاصمة عدن، بعدما تحوّلت محافظة تعز إلى منصة لاستهداف الجنوب.
يتفق مع ذلك العراقيل المتواصلة من المليشيات الإخوانية التي تستهدف اتفاق الرياض، من خلال عديد الخروقات المسلحة والقيام بالتحشيد العسكري في منطقة شقرة شرقي العاصمة عدن استعدادا لمهاجمتها.
مصادر ميدانية أكّدت وصول تعزيزات عسكرية جديدة للشرعية إلى المنطقة، وقالت إنّ التصعيد بلغ مستوى متقدما.
خطة المليشيات الإخوانية لإعادة اجتياح عدن تعتمد على مهاجمة المدينة من الشرق حيث تحتشد مليشيا الإخوان القادمة من مأرب، إضافة إلى الهجوم على محافظة لحج شمال عدن في توقيت متزامن.
وهناك اتفاق غير معلن بين الحوثيين والإخوان في تعز برعاية قطرية، يفسر عدم مهاجمة الحوثيين للمحافظة التي تعد وفقًا لخبراء عسكريين هدفًا سهلًا للحوثيين مقارنة بالجوف ومأرب.
المؤامرة الإخوانية ضد الجنوب أصبحت أكثر وضوحًا مع الاستهداف المتواصل لاتفاق الرياض، الذي تمّ توقيعه في الخامس من نوفمبر الماضي.
على الرغم من تأكيد مختلف الأطراف الإقليمية والدولية على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض وضرورته القصوى في ضبط بوصلة الحرب التي شوّهتها حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، إلا أنّ "الأخيرة" ارتكبت كثيرًا من الخروقات من أجل إفشال هذا المسار.
وفيما اضطرت "الشرعية" للتوقيع على اتفاق الرياض حتى تتفادى "الإحراج" أمام التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ولا تبدو على أنّها المعرقل لضبط العملية السياسية وتهيئة الأجواء لحسم المعركة على الحوثيين، إلا أنّ حكومة الشرعية انقلبت على هذا المسار، تنفيذًا لما كان متوقعًا بكونها لن تقبل بهذا الاتفاق.
في سياق متصل أيضًا، يمكن القول إنّ العلاقات المشبوهة بين المليشيات الحوثية وحكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا تمثّل طعنة غادرة من قِبل "الأخيرة" للتحالف العربي على الرغم من الدعم المكثف الذي قدّمه لها على مدار السنوات الماضية.
وكلما يضيق الخناق بشكل مكثف على النفوذ الإخواني في معسكر الشرعية، فإنّ حزب الإصلاح الذي يهيمن على معسكر الشرعية يعمل على تكثيف علاقاته مع المليشيات الحوثية، بغية المحافظة على نفوذه.
ويمكن النظر إلى اتفاق الرياض بأنّه كان نقطة فارقة في التوجّه الإخواني نحو تعزيز وتقوية علاقاته مع الحوثيين، فالاتفاق الذي وُقِّع في الخامس من نوفمبر الماضي، واجهه الحزب الإخواني من خلال الارتماء أكثر في أحضان المليشيات الحوثية الموالية لإيران من أجل إفشال هذا المسار.
علاقات الشرعية مع الحوثيين مثّلت طعنة غادرة من قِبل الحكومة في تعاطيها مع مجريات الأزمة الراهنة، حيث انخرطت الشرعية في تعاون سيئ السمعة مع الحوثيين في استهداف الجنوب ومعاداته.