رجل (المناكفات)

حين عاد دولة رئيس الوزراء الى عدن خلال الاسبوع الماضي غرد العبد لله في تويتر بأن الرجل لن يحمل جديدا في جعبته سوى مشروع ازمة جديدة يشغل بها الناس في الجنوب بدلا من الالتفات الى معاناتهم الناتجة عن فشل حكومة (الشتات) التي يرأسها.

لم تمض الا اسابيع قليلة منذ اخر ازمة صنعها الرجل عندما كان ينوي الاحتفال ب30 نوفمبر بعرض عسكري كانت تعترض على اقامته القوى الجنوبية، ولا نعلم سببا لهوس الاحتفالات التي تسكن الرجل، منذ حفلة زار كورال عدن، في حين ان هناك ارواح تزهق واناس تعاني وازمات في كل شيء، هل ليملي بها وقت فراغه او يقتل بها ملل فراغ حكومته المكومة في معاشيق لا شغل ولا مشغلة الا بتويتر وفيس بوك.

هناك سمتان تميزان دولته عن رؤساء الوزارات السابقين وهما (المناكفات) والوعود الكاذبة، فنحن لا زلنا ندكر وعد الصيف البارد ووعود انتظام صرف الرواتب ووعد تحرير الاتصالات من ايدي حكام صنعاء واخرها حين صرح بأن الحكومة سيطرت على سعر صرف الريال في حين انه يهرول سريعا نحو ال 500 ريال للدولار الواحد اصبحت معها قيمة راتب المواطن لا تلبي ادنى الادنى من ضروريات الحياة.

يعاني الناس من انعدام الوقود الا في السوق السوداء كما يعاني رجال الجيش والامن من عدم استلام مرتباتهم منذ اشهر ويأتي دولته ليصرح بأن تعدد التبعية المالية تمنع الاستقرار (يا سيدي .. حل مشكلة مستحقات الناس الذي تبعك اولا) ثم ان هذا شغل دول فيه قدر من السرية، فعندما تعلن ان هناك خلافات في صفوفك وانت في حالة حرب فأنك تظهر للعدو نقاط ضعفك يا باشا.. لكن الوزر يقع على معاونيك الذين يجب ان يشيرون لك بما يصح لا بما تريد.

يا دولة رئيس الوزراء.. نحن نحترم شخصكم وليس بيننا وبينكم شيء شخصي فأنت بحكم منصبك مسؤول امام الناس عن معاناتهم، ولا نظنك تفكر في القفز على الارادة الجنوبية التي عجز المرحوم صالح في القفز عليها وهو في عز قوته..

ويا اخي وصديقي المهندس احمد بن احمد الميسري، وزير الداخلية، الذي نكن له كامل الاحترام مهما تباينت وجهات النظر .. لديك في وزارتك قادة على قدر عال من الكفاءة من مختلف الطيف الجنوبي بمن فيهم الطغمة والزمرة.. اجلس معهم واطلب منهم بصريح العبارة تقديم تصور عن تجاوز اي ازدواجية وناقش هذا التصور مع كل الجهات ذات العلاقة بدون استثناء وستجدون حلاً لاي خلل فذهنية الاقصاء جعلت الجنوب يدفع ثمنا غاليا من دماء ابناءه ومعاناة مواطنيه.. الجأوا الى الحنكة والحكمة بدلا من التراشق الاعلامي الذي لا ظهرا ابقى ولا ارضا قطع..

انتم تتحملون الوزر في ادق المراحل .. وفي ايديكم ان ترسمون الممر الآمن او تزرعون الاشواك .. فلا ترمون المسؤولية على اي طرف آخر.
وكل عام وانتم بخير..
عدن
يناير 2018