من بين القبور..خيرالله خيرالله يستأنف خدمته باليمن
صلاح السقلدي
- الحوار الجنوبي في يومهِ الأولى
- خطوة بالاتجاه الصحيح
- لهذه الأسباب تراجع مجلس العليمي تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي
- سقطرى.. بين قسوة الطبيعة وفساد القائمين على المنظمات الإغاثية، وأشياءٌ أُخــــــرى...انظروا
خيرالله خيرالله ,الكاتب الذي ظل عقود من الزمن يستلم راتبه الدسم من صنعاء عبر السفارة اليمنية في بيروت, نظير ما يقوله من عبارات المديح ومقالات النفاق, وتصريحات التدليس والتضليل. يعود اليوم للخدمة بعد انقطاع قصير الى بلاط السلطان اليماني, لخدمة سلطات هي جزءا من سلطات العقود الماضية وامتدادا لها .
عودته اليوم لم تكن مجرد عودة موظف منقطع عادي الى عمله أو مقصيٌّ من وظيفة جار عليه الزمن وافتقدها بعد أن افتقد الاتصال مع المانح القديم, بل كانت عودة نارية بأزيز الرصاص وبرائحة الجماجم والاشلاء, ربما ليختصر أمامه وأمام المانح "القديم الجديد" المسافة والوقت للظفر بثقته وليجزل له العطاء أكثر من سلفه, فالعشرة آلاف دولار شهريا في مدينة غالية الكلفة مثل بيروت لم تعد تكفي وإن تخلل هذه الآلاف مثلها كلما أزمةُ أزمتْ وكلما دعاه المانح ليوم كريهة ولسداد ثغرٍ.
فمن بين المقابر والأجداث استأنف خدمته بمقالة منتقاة كالعادة عنوانها: "الصراع في عدن.. وأحداث 86م.فهو المتكسب الألمعي يعرف ما يحتاج المناح أن يسمعه عند كل محنة ومصيبة, وما يروي صدئه, فخبرة عقود من النفاق وسنوات من التملق كافية ليعرف ما بمخيلة المانح من هواجس وشجون تؤرقه وما الذي يشنف أذنه من قول ويطرب مخيلته من مقالة. باختصار فهو" خيرالله خيرالله" الذي ليس له من اسمه نصيب, يعرف دوماً من أين تؤكل الشيكات وكيف ومتى ومِـن مَــن يتلمسها.. فالارتزاق عند هكذا بشر ليس مجرد كتابة بل موهبة وتففن ولو انبعثت من بين رميم العظام ورفاتها. ففهلوته قادرة أن تحور وتحول الكلام الى شظايا, فخديعة الطبع اللئيم قادرة أن تتلاعب بالكلمة الى طلقة وشظايا, ليسيء فهم أو -يتعمد اساءة فهم- قول نزار قباني:
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..