وما أدراك ما حكومة الكفاءات!!!

تدور منافسات ومماحكات وعراكات خافتة وأحيانا صاخبة داخل (الشرعيات المصغرة) المتسابقة على اختطاف شرعية الرئيس هادي حول اختيار شخص الرئيس المرتقب لحكومة الكفاءات وطبعا مسميات وزراء حكومة الكفاءات التي نص عليها اتفاق الرياض.

هم يتعاركون على المحاصصة في ما بينهم وكأنهم الطرف الوحيد في اتفاق الرياض، ويتعمدون تجاهل حقيقة أن هناك طرفا آخر قد وقع معهم هذا الاتفاق وله الحق في الاعتراض أو الموافقة على أي اسم من الأسماء التي يرشحونها لهذا المنصب أو ذاك لهذه الوزارة أو تلك بما في ذلك اسم نائب الرئيس ورئيس الوزراء.

ولنتوقف عند قضية المناصفة التي نص عليها اتفاق الرياض وتناولها كثير من الزملاء والزميلات بقلق وجدية وتساؤلات مشروعة، وتعبيرا عن رؤيتي الشخصية بهذا الصدد لا بد من الإشارة إلى الحقائق التالية:
• إن الحكومة بنصفيها (الشمالي والجنوبي) لن تكون حكومة تحرير صنعاء وبقية مناطق الشمال، بل هي حكومة إدارة الجنوب، خصوصا بعد إيقاف كافة المواجهات مع الجماعة الحوثية، ما عدا جبهات الضالع وعقبة ثرة وكرش والصبيحة، ويمعنى آخر أن الإخوة الشماليين أعضاء الحكومة سيكونون شركاء لأشقائهم الجنوبيين في حكم الجنوب.

• ومن هذا المنطلق سيكون بديهيا أن المعني باختيار الوزراء الجنوبيين هو المجلس الانتقالي والذي يمكن أن يشرك في قائمة الوزراء أي أسماء من المنتميين إلى مكونات جنوبية تتبنى نهج المجلس أو تتفق مع شعاراته وأهدافه، أو من المنظات المدنية الجنوبية، بما في ذلك أية أسماء لشخصيات تكنوقراطية مستقلة.

• وبمعنى آخر فإن كل دعاة اليمن الاتحادي شماليين كانوا أم جنوبيين لا علاقة لمن أراد منهم أن يدخل في قائمة الوزراء بحصة الجنوب، والمجلس الانتقالي وحده من يحدد الأسماء التي تمثل الجنوب في حكومة الكفاءات.

تشكيلة حكومة الكفاءات يمكن أن تكون المفتاح لتنفيذ اتفاق الرياض أو عقدة المنشار التي ستعطل تنفيذ الاتفاق وليعلم الذين يراهنون على استغفال الجنوبيين أو الاستقواء عليهم وابتزازهم وتكريس نفوذهم على الجنوب في حين لا يستطيع أحدهم أن يقوم بزيارة إلى مسقط رأسه، عليهم أن ينظفوا آذانهم وقبل هذا عقولهم مما علق بها منذ 1994م من صمغ السنين وغبارها.

* * *
الحملة التي يشنها وزير الخارجية اليمني المدعو الحضرمي على الأحزمة الأمنية والنخب الأمنية الجنوبية قد تعبر عن جهل بوظيفته ومراهقة في سلوكه السياسي، وقد تعبر عن نظرة الحكومة الرسمية للقضية الجنوبية باعتبارها قضية خارجية تخص وزير الخارجية.

وصف النخبة الحضرمية من قبل هذا الوزير المراهق بأنها مليشيات، وهو ما سبق وأن قاله عن الحزام الأمني والمجلس الانتقالي الجنوبي، يؤكد أن هذا الطائش يجهل حقائق التاريخ، فعندما كانت النخبة الحضرمية تنظف حضرموت من جماعات القاعدة وداعش الإرهابية وتعيد السكينة لمدن الساحل والوادي، وقبلها فعل ذلك الحزام الأمني في عدن ولحج وأبين والضالع والنخبة الشبوانية، عندئذٍ كان الوزير المراهق يردد الصرخة مع أتباع السيد، فمن أين له أن يعلم بكل هذه التفاصيل!!!