اعتداءات الحوثي ورغبة إطالة الحرب.. نيران المليشيات تنهال على سكان الحديدة

الجمعة 24 يوليو 2020 00:30:00
اعتداءات الحوثي ورغبة إطالة الحرب.. نيران المليشيات تنهال على سكان الحديدة

منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، لا تتوقّف المليشيات الحوثية الموالية لإيران عن ارتكاب أبشع الاعتداءات على السكان التي تمثّل جرائم حرب يجب أن تُقابل بإجراءات رادعة من قِبل المجتمع الدولي لوقف هذه الدماء التي تُسال على صعيد واسع.

الاعتداءات الحوثية هي سياسة عدوانية خبيثة من قِبل المليشيات الموالية لإيران، التي تعمل بشكل متواصل على تكثيف الاعتداء على المدنيين بغية إطالة أمد الحرب، التي بلغت حدًا لا يُطاق على الإطلاق.

ففي أحدث الجرائم الحوثية، اعتدت المليشيات الموالية لإيران، اليوم الخميس، على مناطق سكنية في الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه.

كشفت مصادر محلية، عن استهداف المليشيات الحوثية الإرهابية للمواطنين بأسلحتها الرشاشة من عياري 12,7 و 14,5 ومعدل البيكا.

الجرائم الحوثية يمكن القول إنّها تُشكِّل إرهابًا فتّاكًا يستهدف المدنيين في المقام الأول، عملًا من المليشيات على إطالة أمد الحرب من جانب، بالإضافة إلى العمل على غرس ثقافة الخوف بشكل كبير بين السكان؛ لمنع اندلاع حركات مناهضة للمليشيات.

ويمكن القول إنّ محافظة الحديدة تحوّلت إلى مسرح لإرهاب غاشم مارسته المليشيات الحوثية، على النحو الذي كبَّد المدنيين كلفةً باهظة، في جرائم يمكن إدراجها ضمن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفيما يحرص المجتمع الدولي على توثيق هذه الجرائم الحوثية، توجّه العديد من الانتقادات للمنظمات الدولية التي لم تتدخّل بشكل حازم وحاسم من أجل إجبار المليشيات على وقف هذه الجرائم ومحاسبة قادة هذا الفصيل على مثل هذه الانتهاكات.

الحرب الحوثية التي تخطّت عامها السادس، خلّفت وراءها أزمة إنسانية شديدة البؤس، فقد أدّت الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الموالية لإيران إلى تفشٍ مرعب للفقر، وقد دفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.

وهناك ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر في نهاية عام 2019، كما تسبّبت الحرب الحوثية في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.

حرص الحوثيين على تفاقم هذه المأساة راجع بشكل مباشر إلى قناعة المليشيات أنّ بقاءها مرهون باستمرار الحرب بوضعها العبثي الراهن، في وقت تسعى فيه المليشيات للحفاظ على المكتسبات التي تحقّقها من استمرار الحرب، وهي تحقيق الثروات الضخمة في وقتٍ يعيش السكان أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.

وتوثّق الأرقام كيف استفاد الحوثيون من الحرب وغياب أي أطر للرقابة والمحاسبة في التوسّع في أعمال النهب والسطو واستنزاف الثروات، بعدما عملت المليشيات على نهب الموارد وأجبرت القطاع الخاص على دفع الأموال وقاسمته أرباحه، وأوقفت الإنفاق على الخدمات العامة، ودفع الرواتب.