لماذا يعيقون تنفيذ اتفاق الرياض؟؟؟!!!
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
منذ اليوم الأول لإشهار اتفاق الرياض، وما تلاه من تحويمات ومناورات ومزايدات من قبل خاطفي الشرعية، بات واضحا أن هؤلاء الخاطفين لا يريدون تنفيذ الاتفاق، رغم ان معظم بنود الاتفاق تأتي لصالحهم، وهم المتحكمون في معظم مفاصل "الدولة المفترضة".
ولسنا بحاجة إلى استعراض التفاصيل الدالة على عدم نيتهم تنفيذ الاتفاق، فيكفي أن نعلم انهم سحبوا قواتهم من مناطق نهم والجوف ومراد وكل مديريات البيضاء التي كانت محررة بيد ابنائها، واتجهوا بفيالقهم العسكرية إلى شبوة وأبين، ولوحوا علنا بأنهم خلال ساعات سيحتلون عدن وكأن كهف عبد الملك الحوثي في جبل شمسان وليس في جبال مران. .
ونعلم انه وكتداعيات لهذه التصرفات (الغريبة المريبة) جرى تسليم عاصمة محافظة الجوف وكل مديرياتها، وفرضة نهم والمناطق الاستراتيجية المحيطة بها وآلاف الكيلومترات المربعة في محافظات الجوف ومأرب والبيضاء، لجماعة الحوثي بينما القوات "الشرعية" تحارب في قرن الكلاسي في أبين للحفاظ عليه كي لا يقع في ايدي ابناء أبين.
هم لا يريدون الفوائد التي منحهم إياها اتفاق الرياض، لأن الاتفاق تضمن تشكيل حكومة، وهم لا يريدون حكومة.
هم لا يريدون حكومة لأن الحكومة ستعمل بالقانون وبالتقاليد المؤسسية، وهم يريدون دولة الحزب والعصابة والمليشيات.
لقد لاحظنا الحملة الشعواء التي شنت ضد رئيس الحكومة المكلف، د معين عبد الملك، لأن مرشحا آخر كانوا يعدونه لهذه المهمة، ممن يقولون له جئ فيجيء، أو اذهب فيذهب.
وبعبارة أخرى إنهم لا يريدون حكومة إلا إن تكون لهم وبيدهم وتحت تصرفهم، وحكومة الكفاءات لا يمكن أن تكون هكذا.
سيحاولون الضغط على التحالف العربي، من خلال التلويح بتسليم مأرب للحوثيين، ما لم يحقق لهم ما يريدون، وما يريدونه هو استبقاء أنصار المشروع التركي متحكمين في تشكيلة الحكومة ليكون لهم الغلبة فيها، وهو ما صار معروفاً لدى الأشقاء في التحالف العربي.
الإخوان أمام خيارين: إما التقيد باتفاق الرياض وبالتالي قطع الصلة مع المشروع العثماني ووكلائه في المنطقة، وإما استمرار ولائهم للمشروع التركي الذي لا يشاطره تطلعاته وتحركاته إلا إيران ووكلاؤها، وهؤلاء على بعد كيلومترات قليلة من المعقل الرئيسي للإخوان في مدينة مأرب.
ويبقى التساؤل: أين الأحزاب السياسية الرافضة للمشروعين الإيراني والتركي من كل ما يجري في دهاليز الشرعية (المفترضة)؟
متى سيحسمون امرهم ويقطعون الشك بمراوغاتهم ومهادناتهم، بيقين الرفض للممارسات وألعاب الخدع البصرية التي أوصلت اليمن، بجنوبها وشمالها إلى هذا الوضع المزري الذي لم يعد هناك مجال لأن ينافسنا على رداءته أحد في كل المعمورة؟