خطوات ثابتة للمجلس الانتقالي على أشواك اتفاق الرياض
يسير المجلس الانتقالي الجنوبي بخطوات ثابتة على أشواك اتفاق الرياض المعطل منذ عام تقريباً، لكنه على مدار تلك الفترة أثبت قدرته على جني المكاسب ووضع الشرعية في مأزق بعد أن أظهرها أمام المجتمع الدولي والتحالف العربي كطرف معرقل للاتفاق من دون أن تحقق حملاتها المغرضة ضد المجلس وأبناء الجنوب أي نتائج إيجابية على أرض الواقع.
خلال الفترة الماضية أستخدم المجلس الانتقالي أدوات فاعلة في سبيل سعيه لتنفيذ بنود اتفاق الرياض وذلك بعد أن أعلن تسليمه التحالف العربي الخطط اللازمة لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض، وخطط فصل القوات ونقلها من أبين إلى الجبهات.
وكذلك استخدم الانتقالي لغة خشنة بعد أن توالت انتهاكات الشرعية وألمح إلى أن صبره قارب على النفاد، وهو ما يبرهن على أنه طيلة الأشهر الماضية كان نداً قوياً لممارسات الشرعية ومراوغاتها، وأنه يمتلك العديد من الأدوات التي من الممكن أن يستخدمها في ظل حالة الجمود التي أصابت الاتفاق منذ تعيين محافظ جديد للعاصمة عدن في شهر أغسطس الماضي.
يرى مراقبون أن المجلس استطاع تجاوز جميع المطبات التي وضعتها الشرعية في طريقه لإفساد علاقته بالتحالف العربي، بفضل حكمة وفد المجلس التفاوضي الذي يتواجد في الرياض منذ عدة أشهر برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي استطاع أن يتخطى جميع العراقيل بسلام بل أنه حظي بدعم جنوبي لجميع خطواته.
كان آخر تلك العراقيل ما سعت إليه الشرعية مؤخراً في أعقاب محاولاتها بث الفرقة بين أبناء المحافظات الجنوبية وسعت بكل ما أوتيت من قوة إلى خلق قوة موازية للانتقالي لكن محاولاتها تحطمت على صخرة الدعم الجنوبي الواسع للمجلس الانتقالي.
دشن مغردون جنوبيون، ومهتمون بالشأن الجنوبي، اليوم الأحد، هاشتاج "القرار للمجلس الانتقالي"، مؤكدين أن المجلس صاحب الكلمة النهائية في القضية الجنوبية.
وأعربوا – من خلال الهاشتاج الذي شهد تفاعلا واسعا - عن ثقتهم في نجاح قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، في تأمين مصلحة الجنوب، بالتعاون مع شركائه، لإنهاء العراقيل في الأيام المقبلة، ونبهوا إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي جبهة وطنية سياسية مفوضة من شعب الجنوب في بيان عدن التاريخي.
كما شددوا على فشل جميع محاولات تفريخ مكونات جنوبية مشبوهة، لحجب دور المجلس الانتقالي الجنوبي، وتفويضه من شعب الجنوب، موضحين أن المواطن لا يعترف بمكونات الفنادق والمسارح، ويتمسك بممثله الشرعي.
ومن جانبه أشاد الناشط السياسي نافع بن كليب، بالأسلوب الذي يتبعه المجلس الانتقالي الجنوبي في اتخاذ قراراته، وقال كليب في تغريدة له عبر حسابه بتويتر": "أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي يصوغ ويصدر قراراته بالتنسيق مع شركائه الحقيقيين والصادقين المؤمنين بمصلحة الجنوب العليا".
كشف عضو الجمعية الوطنية الجنوبية، وضاح بن عطية، الأطراف التي تحارب المجلس الانتقالي الجنوبي، مشيراً إلى أنه يحارب كلاً من "القوى اليمنية الزيدية المتسلطة، أحزاب وحركات الإسلام السياسي، الجنوبيون الفاسدون، التنظيمات الإرهابية، الجنوبيون الأغبياء الذين يرددون ما يقوله إعلام العدو، تنظيم الإخوان، الدول والشركات التي تنهب وتطمع بالثروات".
كشف رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، خلال ترؤسه اليوم الأحد الاجتماع الدوري لهيئة رئاسة المجلس، عن الاتفاق حول الكثير من خطة إعادة التموضع العسكري التي قدمها الوفد التفاوضي للمجلس، وشدد الزُبيدي خلال الاجتماع الذي جرى عبر الاتصال المرئي، على أن علاقة المجلس مع التحالف علاقة استراتيجية دائمة قائمة على الشراكة.
ووضع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الحضور أمام الجهود المبذولة لتطبيع الأوضاع في العاصمة عدن، والمحافظات المجاورة وتقديم الخدمات للموطنين، بالإضافة إلى الإجراءات الواجب تنفيذها لتنفيذ اتفاق الرياض.
وجدد التأكيد على تطبيق مبدأ المناصفة، مشددًا على أنه لن يكون هناك أي خلافات أو تباينات بين مكونات الجنوب في هذا الشأن، ولفت إلى أن قيادة المجلس الانتقالي تُولي جميع القضايا في الداخل اهتمامًا بالغًا، وتعمل على حلها مع الجهات المعنية، وفي مقدمتها قضية الرواتب المتأخرة للعسكريين الجنوبيين.
ونوه إلى أن المجلس الانتقالي يدعم مطالبهم، ويضع استحقاقاتهم كأولوية وسيظل إلى جانب حقوقهم المشروعة التي لن يتخلى عنها أبدًا، مشددًا في المقابل على أنه لايجوز أن يتسبب بإلحاق أضرار إضافية على المواطنين الذين يعيشون ظروفًا صعبة.